​14 أكتوبر قهر الإمبراطورية

> نسرين علي حسن

> سيطر البريطانيون على عدن عام 1839م،عندما قامت شركة الهند الشرقية بإرسال مشاة البحرية الملكية إلى شواطئ عدن، وكانت تحكم كجزء من الهند البريطانية إلى سنة 1937م، عندما أصبحت مستعمرة بحد ذاتها تابعة للتاج البريطاني.
كانت عدن أكثر تقدما في التعليم، والصحة في ذلك الزمان مرتفعة بين سكانها نتاج الإدارة الإنكليزية للمدينة، أما المناطق المجاورة لعدن والقبلية مثل حضرموت، وشبوة، وأبين، ولحج.. لم تختلف كثيرا عن المناطق الشمالية.
فعقد الإنجليز معاهدات صداقة مع سلاطين القبائل المحيطة بعدن لدعم، وإظهار الولاء لهم ضد الآخرين، وكانوا يرصدون النزاعات بين السلاطين دون تدخل (فرق تسد).

لقد تأثر أهالي المستعمرة من العرب بخطابات جمال عبدالناصر والأغاني الثورية الصادرة عن إذاعة القاهرة، وكان لسياسات الإنجليز التعسفية والمتجاهلة لمطالب الشعب في عدن، ودور رئيسي في تنامي تلك المشاعر وكان لوجود هيئات مجتمع مدني أثر كبير على المطالبين بإسقاط حكم الإمامة في شمال اليمن.
فتزايد عدد النازحين من الشمال إلى جنوب اليمن مما سبب قلقا للمستعمر البريطاني فعندها أقام ما عُرف باتحاد الجنوب العربي وهو اتحاد فدرالي يجمع خمسة عشر سلطنة منتشرة في أرجاء المستعمرة آملين في تحفيف حدّة المطالب الداعية للاستقلال الكامل.
فانطلقت أول شرارة بقيادة الشهيد راجح بن غالب لبوزة، الذي استشهد مع مغيب شمس يوم الثورة، وقد شنت السلطات الاستعمارية حملات عسكرية غاشمة استمرت تقريبا ستة أشهر.

ضربت خلالها القرى والسكان الآمنين بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة، تشرد الكثير من المدنيين العزَّل إثر هذا العدوان، وخلفت كارثة إنسانية فظيعة، مما جعل أحد أعضاء مجلس العموم البريطاني يدين تلك الأعمال اللاإنسانية.
واعتبرتها حركة إرهابية، وقامت بريطانية على إبعاد 245 مواطنا نازحا من الشمال خارج عدن.
وأول مؤتمر تم للجبهة التحريرية لليمن في تعز في 11 يونيو 1965م وأعلنت فيه الثبات ومواصلة الكفاح المسلح ضد الاستعمار.

وفي 30 نوفمبر 65م هاجمت فرقة ثورية بقيادة علي أحمد ناصر عنتر، سرية بريطانية كانت قد تمركزت بنفس اليوم حول دار أمير الضالع لحمايته من هجمات الثوار له.
وبعدها بسنين تأسست إذاعة المكلا في 28 سبتمبر 1967م التي انطلقت باسم صوت الجبهة القومية لتحرير الجنوب المحتل.

وبعدها تم إعلان منح الجنوب المحتل الاستقلال، وذلك من خلال وزير الخارجية (جورج براون) في 14 نوفمبر 1967م، على أساس بأنهم سيخرجون من الجنوب المحتل بتاريخ 9 يناير 1968م.
لكن اشتدت العمليات الفدائية على قوات الاستعمار وألقى هذا المخطط من 9 يناير 1968م إلى 30 نوفمبر 1967م، وتم تحرير جنوب اليمن من آخر جندي بريطاني.


> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى