الغذاء الصحي أول ضحايا أزمة المعيشة في بريطانيا

> لندن "الأيام" العرب

> ​ابتعدت العديد من الأسر البريطانية عن الأطعمة الصحية بسبب التضخم المتفشي الذي يدفعها إلى تناول وجبات أقل تكلفة.

ووفقا لبيانات المستهلكين والخبراء القلقين بشأن العادات الغذائية للمواطنين اختفت الخضروات والأسماك الطازجة من قائمة الطعام في بريطانيا لتحل محلها أطباق البيتزا المعلبة واللحوم المصنعة.

واعتادت جوان فارير أن تقدم بانتظام لأطفالها الثلاثة وجبات عشاء من اللحم البقري المشوي أو مطبوخات مليئة بالخضروات الطازجة. ومن المرجح الآن أن تقدم لهم قطع الدجاج والبطاطا المقلية أو النقانق والبطاطا المهروسة، والتي تعتبر “أرخص وأكثر قدرة على الإشباع”.

وتذهب معظم مدفوعات الرعاية الاجتماعية الشهرية إلى الإيجار ومحاولة مواكبة ارتفاع تكلفة الغاز والكهرباء.

وقالت الأم البالغة من العمر 44 عاما، والتي تباشر عملا تطوعيا لجمعية خيرية في مدينة بورتسموث على الساحل الجنوبي لإنجلترا “لا يبدو أن هناك ضوءا في نهاية النفق. تتساءل، متى ستنتهي المحنة؟ لكنها متواصلة”.

ومع ارتفاع أسعار البقالة في جميع المجالات، تفوقت تكلفة المواد الغذائية الطازجة إلى حد كبير على أسعار المنتجات المجهزة والمعبأة، وفقا لمؤشر أسعار المستهلك الرسمي في المملكة المتحدة.

وارتفعت أسعار الخضروات الطازجة بنحو 14 في المئة في سبتمبر مقابل نفس الشهر من العام الماضي على سبيل المثال، بينما قفز اللحم البقري الطازج أيضا بنسبة 14 في المئة، والأسماك 15 في المئة، والدواجن 17 في المئة، والبيض 22 في المئة، والحليب قليل الدسم 42 في المئة.


وفي الآن نفسه، ارتفعت أسعار اللحوم المملحة أو المدخنة مثل لحم الخنزير المقدد ورقائق البطاطس بوتيرة أبطأ بنحو 12 في المئة لكل منهما، وارتفعت البيتزا المعبأة بنسبة 10 في المئة تقريبا، وزادت الوجبات الخفيفة السكرية مثل العلكة بنسبة 6 في المئة وزادت الشوكولاتة بنسبة تزيد قليلا عن 3 في المئة.

وتغيرت عادات التسوق أيضا وفقا لبيانات حصرية من نيلسين آي كيو. وانخفض حجم مبيعات الخضر الطازجة بأكثر من 6 في المئة واللحوم الطازجة بأكثر من 7 في المئة في أغسطس، على سبيل المثال، بينما ارتفعت مبيعات الوجبات الخفيفة والحلويات بنسبة 4 في المئة تقريبا.

وتؤكد البيانات الاتجاه نحو الأغذية المصنعة التي تنطوي عليها أرقام مؤشر أسعار المستهلكين، وهو ما يقلق خبراء الصحة.

وقالت شونا جودي مديرة أبحاث السياسات في مؤسسة الغذاء الخيرية البريطانية التي تروج للأنظمة الغذائية الصحية إن “هناك الكثير من الأدلة على أن النظم الغذائية السيئة التي تفتقر إلى الفاكهة والخضروات لها عواقب وخيمة على الصحة. كما نعلم أن الأطعمة الرخيصة المصنعة للغاية هي الأكثر تسببا في السمنة”.

وغالبا ما تحتوي المنتجات الغذائية المعبأة على مستويات غير صحية من الملح والدهون والسكر، بالإضافة إلى محسنات النكهة والمواد الكيميائية الحافظة لمنحها مدة صلاحية أطول، كما أنها مرتبطة بمخاطر أعلى للإصابة بالسمنة وأمراض القلب والسكري من النوع 2 وأنواع معينة من السرطانات.

وأصبح الطعام الطازج أكثر تكلفة لأنه يتطلب طاقة أكثر في إنتاجه من شركات السلع الاستهلاكية المصنعة مثل نستله ويونيليفر، والتي تتمتع بقدرة أكثر على استيعاب الهوامش بفضل حجمها.


ومقارنة بالعام الماضي، ارتفع متوسط ​​سعر الأطعمة الصحية مثل الخضروات والأسماك بأكثر من 8 جنيهات إسترلينية (9 دولارات) لكل ألف سعرة حرارية في بريطانيا مقارنة بنحو 3 جنيهات للأطعمة الأقل صحة مثل لحم الخنزير المقدد ورقائق البطاطس، وفقا لبيانات من مؤسسة الغذاء.

ويشير استطلاع أجرته مؤسسة الغذاء الخيرية البريطانية على مستوى البلاد في أواخر سبتمبر إلى أن ما يقرب من 10 ملايين بالغ (أو واحدة من كل خمس أسر) غير قادرين على وضع ما يكفي من الطعام على المائدة، مع تخطي بعض الوجبات أو البقاء دون طعام ليوم كامل. وكان هذا ضعف العدد المتأثر في يناير.

وقالت شارون سبايس، وهي عاملة في لندن، إن الأشخاص الذين يزورون بنوك الطعام توقفوا عن طلب الطعام الطازج لأنهم قلقون من الاضطرار إلى استخدام الغاز أو الكهرباء لطهيه. وأضافت أن العديد من الآباء يبحثون عن عروض “شراء واحدة واحصل على الأخرى مجانا” في متاجر التجزئة و”الطعام الرخيص مثل البيتزا وكل ما هو غير صحي”.

وقال بيتر فان كامبن، مدير أسواق المستهلك في شركة برايس ووترهاوس كوبرز، إن الطعام الصحي في المتاجر الكبرى كان أكثر تأثرا بالتضخم. وأضاف “من الآثار السيئة للغاية لهذا الأمر أنه يلحق الضرر الشديد بالأسر ذات الدخل المنخفض، وهذا ما يدفع الناس نحو الغذاء غير الصحي”.

وقال إيليس نيثسدال، وهو عامل في قطاع الصحة يبلغ من العمر 29 عاما من مدينة ليدز في شمال إنجلترا، إنه يمكنه شراء المنتجات الطازجة ولكنه يشعر بضغط الأسعار. وتابع “بحلول الوقت الذي حصلت فيه على كل ما عندي من فواكه وخضروات اليوم، كنت قد أنفقت أكثر من 10 جنيهات إسترلينية. ربما كان ذلك أكثر بـ3.50 جنيه عن ذي قبل”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى