عن عدن بيئتنا

> اعترف أني قضيت أعوامًا طويلة من حياتي في صاحبة الجلالة أكتب عن عدن والمجتمع والمدينة والتعايش والخير والسلام.

اختزلت أربعين عامًا من الكتابة متابعًا تاريخها ومراحلها وأنظمة الحكم فيها ومدنيتها وهويتها وطابعها العدني الجميل الذي ظل وما زال الدواء الذي يداوي جراحنا حين تتبدل الأرض غير الأرض والناس غير الناس وازدحام المدينة بالقادمين من كل المحافظات وأفريقيا أكانوا نازحين من الحروب، أو باحثين عن عمل.

مع كل أوضاع جديدة أجد نفسي أنا وقلمي حاضرًا أكتب عن المنافع والأضرار واضعا ما تتميز به عدن من مميزات الموقع والبحر والميناء والخلجان والممرات المائية والموانئ والمصافي والتعليم وأنظمة إدارية وقلوب تعشق التعايش والسلم والحياة، كل هذا اتخذته نقطة أساس للمفاضلة مع أي أوضاع جديدة في عدن.

لم أكن يوما عضوا في حزب، بل بقيت مستقلا بسيطا أحب الناس وأحترم الجميع طامحا بالسلام والخير، وانتقال عدن إلى فضاءات جديدة في البناء والاقتصاد وتحسين معيشة الناس.

منذ خمسة عقود عرفت عدن سماء صافية ذات آفاق رحبة ومتنوعة تحتسي رداءها البنفسجي الجميل وتعلو فيها أصوات الناس في الأحياء والمقاهي العتيقة ولقاءات الزمان والمكان ومدينة تعرفها وتأمن أهلها تحتضنها بحار وشواطئ جميلة ومجتمع مدني حبي متعلم تسوده العلاقات القوية، فالناس متعارفون في حياة منضبطة راشدة لا تعرف الفوضى وإشاعة الأذى والإضرار بمصالح الناس.

في هذا الهامش النظيف النقي البسيط بقيت أسطر سطوري فلم أفكر في اقتحام مراكز النظام العالمي الجديد في مجلس الأمن الدولي، ولن أوقف الحرب الروسية الأوكرانية ولن أوقف تزايد جموع الجائعين، فهذا ببساطة سيدخلك في بحر متلاطم من السياسات والظنون.

الكتابة بنياتك الصادقة النظيفة التواقة إلى عدن كما نعرفها لن تسلم من التفسير والتحليل والظن لسطورك بشكل غير صائب، فلا تهتم بهذا كثيرا. قم بعملك بشكل صحيح وأخلاق ترضي الله، ابتسم للناس واقضِ حوائجهم سوى كنت بمؤسسة خدمية، أو موظفًا ببنك أو نقطة أمنية أو رجل مرور، واعلم أنك باستقامتك وأخلاقك وانضباطك تقدم أروع وأجمل نموذج للدولة الصالحة وأجرك على الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى