​بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية وأزمة الحبوب.. هل تبدأ لحج بزراعة الذرة؟

> تقرير/ هشام عطيري

> كانت لحج سلة غذاء عدن في زمن السلطنة العبدلية وما بعد الاستقلال أثناء تشكل مزارع الدولة حيث كانت تشتهر بزراعة العديد من الخضروات والفواكه والذرة بمختلف أنواعها وذلك لخصوبة أراضيها واستمرار تدفق الغيول من عيون الأودية إضافة إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية.
إلا أنه خلال العقود الماضية شهدت أراضي لحج الزراعية انحسار كبير وابتعاد المزارعين عن أراضيهم لكثير من العوامل وتحولت بعضها إلى بيوت إسمنتية خالف فيها الإنسان لطبيعة تشكلها كأرض زراعية منذ ملايين السنين.


وشكل ارتفاع أسعار المواد الغذائية وأزمة الحبوب بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، بقيام العديد من المزارعين في لحج بزراعة الذرة بعد أن توقفت زراعتها منذ عقود بسبب العديد من العوامل إلا أنه خلال هذا الموسم الزراعي بدأت زراعة الذرة تنتشر بين المزارعين خاصة عقب ما تشهده البلاد من ارتفاع في أسعار المواد الغذائية وهو ما شكل اكتفاء ذاتي للمزارع نفسه حيث يأكل مما زرع.


يقول عدد من المزارعين أنهم لجأوا لزراعة الذرة بمختلف أنواعها بعد أن شهدت الأسواق ارتفاع في أسعار المواد الغذائية إضافة إلى ما تعرض له المواطنين من أمراض جراء تلك المواد الغذائية التي تدخل في صناعتها بعض المواد الضارة على صحة الإنسان مشيرين أن أباءهم وأجدادهم كانوا يأكلون مما يزرعون ولم تحدث لهم أي مضاعفات بل وصلت أعمارهم إلى أكثر من مائة عام دون أن يصابوا بأي أمراض بفضل الغذاء الطبيعي، فيما عُمر الإنسان حاليا لا يصل إلى مستوى أعمار الأجداد والآباء.


 يسعى المزارعون إلى التوسع في زراعة الذرة في وادي تبن والتعاون فيما بينهم بتوفير الحبوب للزراعة مشيرين إلى أن الموسم القادم سوف يشهد زيادة عدد الأراضي الزراعية الخاصة بالذرة وذلك بهدف الاكتفاء الذاتي من هذه الحبوب ولتعود من جديد زراعة الذرة في لحج.
وهناك مطالبات للعديد من المزارعين والجهات المختصة في الزراعة بتوفير الدعم والإمكانيات اللازمة لاستمرار في التوسع بزراعة الحبوب من خلال توفير البذور والأماكن الزراعية لتسهيل عمل المزارعين بما يسهم في تحسين مستوى الإنتاج وتوفير كميات كافية من الذرة.


المهندس عبدالملك ناجي وكيل وزارة الزراعة ومدير مكتب لحج قال: "إن الوزارة تعطي اهتمام خاص لزراعة الذرة وخاصة في هذه الفترة بسبب الأزمة العالمية وتأثير استيراد الحبوب جراء الأزمة الروسية الأوكرانية حيث حثت الوزارة عبر الإرشاد الزراعي المزارعين على زراعة الحبوب لتحسين الوضع المعيشي  ودعم المزارعين في هذا الجانب، لافتا أن إدخال التقنيات الحديثة في الزراعة أمثال البيوت المحمية والشاش والملش ساهم في إعادة زراعة العديد من الأصناف الزراعية التي كانت قد توقفت منذ أكثر من 30 عام وخاصة البطيخ الذي يشهد توسع في زراعته بسبب انتشار هذي التقنيات الزراعية الحديثة والتي أدت إلى توفير مردود مالي لدى المزارعين وتنافس في الإنتاج.


وأشار المهندس عبدالملك "أن منظمة (يمن ايد) قدمت 41 بيتا محميا وتم توزيعهم على المزارعين في مجال البيوت المحمية، إضافة إلى تقديم عشر شبكات ري بالتقطير لكل بيت محمي كاشفا "أن زراعة المحاصيل في البيوت المحمية لها مردود كبير حيث تزرع في مساحة صغيرة ولها إنتاجية عالية".  

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى