​عائلة الحمادي من تعز.. شردتها الحرب وعمّق جراحها السرطان

> «الأيام» غرفة الأخبار:

>
مها الحمادي (39 سنة)، حاصلة على دبلوم جراحة عامة "مساعدة طبيب جراح"، من مديرية حيفان أغابرة في محافظة تعز، تقول: "عام 2014 هاجرت إلى صنعاء وعائلتي جميعها أصيبت بالسرطان، ولدي أصيب بسرطان السحايا، والدتي توفيت بالسرطان في عام 2011 وأيضا والدي أصيب بسرطان البروستات والثدي وتوفى بعد معاناة عام 2017 وفي 2013 كنت حامل وأصبت بورم في الرحم واضطررت لأن أجري قيصرية قبل أوان الولادة بسبب الورم الخبيث وتم استئصاله".

وتروي مها لـ "سبوتنيك" قصتها المأساوية: "تشردنا بسبب الحرب، كان لي أخاً هو الدكتور محمد شاهر سعيد الحمادي كان يعمل مترجماً في المؤسسة الاقتصادية العسكرية وتم إيقافه عن العمل، فجلس عاطلاً عن العمل فأضطر للعمل بجمع القوارير والحديد ليعيش ويعيل أسرته فاستعرت منه عائلة زوجته فعاقبوه وأحرقوه عمداً ، بتاريخ 23.04.2017 تلقيت اتصال من شقيق زوجته وأخبرني بأن أخي مقمقم وليس مترجم وهددوني بأنهم سوف يصفّونه فجلس في البيت وأصيب بحالة نفسية واكتئاب ولكن بعد يومين تفاجأت باتصال هاتفي من أحد مشايخ صعدة وكنت في غرفة العمليات كوني رئيسة قسم العمليات في مستشفى سيئون وقال لي شقيقك أحرق نفسه لكن قلت له: لا ، أهل زوجته هم من أحرقوه ونفذوا تهديدهم. ذهبت إلى المستشفى فوجدته بحال مزرية ومحروق بالكامل".

وأضافت مها: "أمراض السرطان في عائلتي حديثة العهد، جاءت بعد الحرب و لا أدري سببها هل هي بسبب ملوثات الحرب أو مواد مشعة بالمنطقة أم لأسباب أخرى، علما أن أبي من تعز وأمي من لحج، ولا يوجد سبب عائلي جيني وراثي لانتشار السرطان في كل العائلة، أنا وأبي وأمي وأولادي الاثنان وإخواني الاثنان أُصبنا بالسرطان، أبي بسبب الضغوط النفسية والحرب أصيب بالضغط والسكر والسرطان وتوفي ومات كمداً وقهراً على أخي الذي أحرقه أهل زوجته وبترت يداه فأصيب أبي بحالة كوما وموت سريري وتوفي بجلطة قلبية ودماغية، وابنتي كانت في نفس المشفى ترقد في بسبب إصابتها بمرض فيروس الكبد".

وتابعت: "أنا بعد مرحلة نضال وعذاب وصلت إلى روسيا لأني بعد أن قبرت أعزاء من أهلي من بينهم أمي وأخي وأبي وتعرضت أنا للإصابة بالأمراض فذهبت بمنحة للعلاج عن طريق وزير الصحة عبد الله دحان وذهبت لإجراء عمليات عديدة لي ولأبنتي في مراكز متخصصة بالخارج وتم مخاطبة الحكومة التركية التي قدمت منح علاج لليمن وذهبنا مستشفى الدكتور سادي للدراسات والبحوث، ابنتي كان عمرها 15 سنة لم يكن من الممكن إجراء عمل جراحي لها، وتفاجأت أن الحكومة التركية في ذاك الوقت تستقبل المريض فقط في حال كان عنده عمليات رقود داخل المشفى لكن إجراء فحوصات و علاجات وأدوية ويجلس المريض في بيته فلا تتحمل الحكومة التركية التكاليف".

وختمت مها في حديثها مع الوكالة الروسية "سبوتنيك": "ابنتي تعاني من نزيف دائم دون أن يقدر الأطباء على تحديد حالة وسبب هذا النزيف، لحد الآن لم يستطع الأطباء تحديد سبب مشكلتها في الدم، يرتفع معها الحديد والفوورتاتين ومصابة بفقر الدم وهي مريضة بتسوس في عظمة الفك وتسوس قريب من الدماغ وبحاجة لزراعة قوقعة، ومصابة بفيروس الكبد والطحال، وعندما عدت لليمن ناشدت وزارة الصحة لكن الملحق الصحي لليمن في تركيا لم تكن متجاوبة وكنت جاهزة لأبيع كل ما أملكه لعلاج ابنتي فذهبت إلى الأردن إلى مستشفى البشير والمستشفى الإسلامي وإلى مدينة الحسين الطبية ولم أستطع أن أجد العلاج اللازم عبر الجينات و التعديل الوراثي والكيماوي والإشعاعي، وقال الأطباء أنه لا فائدة من العلاج في الأردن وابنتي ستموت، فعدت إلى تركيا ومنذ 2020 وحتى دخولي روسيا الآن قبل شهر كان همي علاج ابنتي، أنا منذ 2013 مريضة وفي عام 2018 راجعت الأطباء فظهر عندي ورم أكبر من الذي استأصلوه عام 2013 وأنا المعيل الوحيد لعائلتي فأهملت نفسي فازداد وضعي سوءاً وعدت إلى المشفى الذي كنت أعمل فيه كرئيس قسم للجراحة في مستشفى "نبض الحياة" في صنعاء وصلت البيت وجدت ابني في حالة مزرية، واسعفته إلى المستشفى وأجريت له عملية زائدة متفجرة وفي عام 2018 حدث معي انفجار دموي وأنا في تركيا وأسعفت إلى المشفى في تركيا ورأيت الموت بعيني فطالبت بالعودة لأموت في اليمن لكن ساعدتني بالصدفة امرأة يمنية وادخلتني المستشفى لتعالجني على حسابها حينها كانت الأوضاع مأساوية بسبب الكورونا لم يكن هناك اهتمام كافٍ فانتقلت إلى مستشفى في اسطنبول وأجروا لي عملية كيّ للشرايين المتفجرة وكنت دون أي مال فاتصلت بتلك المرأة فساعدتني في العلاج".

تغص مها بالبكاء ويصعب عليها التعبير وتقول بصوت مكبوت قهراً وحزنا: "كل مآسي عائلتي في الموت والمرض والتشرد كلها كانت بسبب الحرب، نحن من تعز وأمي من لحج، هربنا من الحرب بعد أن تدمرت منازلنا، في البداية هربنا إلى قرى أمي في لحج وبعد أن وصلت الحرب إلينا عدنا وهربنا من جديد وأصبحنا مشردين خرجنا من ديارنا نهاية عام 2013 وأنا منذ عام 2019 لم أرَ باقي أولادي، ومنذ وقت قريب بسبب القصف أصيب أبن أختي بجراح بالغة وبترت يده وحالته صعبة جداً ،الحرب دمرت عائلتي بالكامل، هنا ينتهي الحديث دون أن تنتهي الكارثة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى