وسط قلق الصحة العالمية.. هل تتحول الكوليرا إلى جائحة في اليمن ولبنان؟

> "الأيام" غرفة الأخبار:

> تظهر البكتيريا المسببة لمرض الكوليرا عند كلّ انهيار في أنظمة الصرف الصحي، مهما كان سببه، كوارث طبيعية أو حروب أو تجمعات بشرية لا يوجد حولها مجاري تساعد على التخلص من المياه المبتذلة غير النقية.
وهذا المرض بكتيري، عادةً ما ينتشر عن طريق الماء الملوَّث، وتتسبَّب الكوليرا في الإصابة بإسهال وجفاف شديد، وإذا لم يتم علاجها، فإنها يمكن أن تكون قاتلة خلال ساعات، حتى للأشخاص الذين كانوا أصِحَّاء.

في منطقتنا العربية دول منكوبة بحروب أنهكتها مثل العراق وسوريا وأبعد منهما اليمن، وأزمات اقتصادية تستنزف مواردها، وإدارات حكومية "مترهلة" في مواجهة أنظمة صرف صحي شبه متوقفة، كحال لبنان الذي تنتشر فيه الكوليرا بشكل لا يستهان به، إلا أنّ ناقوس الخطر لم يقرع حتى الآن بشكل جدّي، برغم أنّ عدّاد الإصابات يناهز الـ 2421 إصابة مسجلة رسمياً، و"يمكن مضاعفة هذا الرقم 10 مرات" بحسب مصدر طبي لبناني مختص قال لوكالة "سبوتنيك"، إنّ الأعراض "لا تظهر سوى على 20% من المصابين، أما الـ 80% الباقين فينشرون المرض من دون أن يعرفوا بإصاباتهم"، مشيراً إلى أن سوريا التي سجلت حوالي 60 ألف إصابة حتى الآن، "هي مصدر انتشار الداء في لبنان".
  • الانتشار والمواجهة
لم يكن الانتشار إذاً وليد اليوم، بل تفاعل الوباء على مدى سنوات دون أن يُرصد، أو ربما جرى طمس الأخبار إلى أن بدأت الوفيات بالارتفاع، واليوم لم تعد المواجهة في لبنان، على سهولتها، تُجدي نفعاً، لذلك نجد توجهاً لدى وزارة الصحة لـ"طلب اللقاحات من المنظمات الدولية، والمساعدة من منظمة الصحة العالمية".

ويستخدم اللقاح هنا لكبح جماح الانتشار، وحماية من هم في المواجهة كأفراد الجهاز الطبي في المستشفيات الميدانية والسجناء في جميع السجون اللبنانية، أو الناس في المناطق الموبوءة فقط، وذلك يعود لصعوبة المواجهة نتيجة لـ "انتشار البكتيريا في معظم المناطق اللبنانية"، وفق منظمة الصحة العالمية، وعجز الدولة اللبنانية عن القيام بخطوات من شأنها الحدّ من التفشي لأنّها تتطلب تنسيقا مفقودا بين مختلف أذرعها ووزاراتها، خاصة في زمن تصريف الأعمال.

وخلافاً لمواجهة جائحة كورونا، حيث كان العمل محصورا بوزارة الصحة، فإن الأمر مع الكوليرا يتطلب عملاً مشتركا بين وزارة الطاقة ومصالح المياه والبلديات ووزارة الداخلية والمجتمعات المحلية، وتشغيل مرافق موجودة ومعطلة كآبار المياه ومحطات تكرير المياه المبتذلة.
  • المنظمات الدولية
و"تتحمل المنظمات الدولية المعنية بالنازحين، أقله في لبنان، جزءًا من المسؤولية في عودة الكوليرا إليه"، يقول الخبير في مجال الفيروسات فؤاد إبراهيم بزي، "ففي الفترة السّابقة للانتشار قامت هذه المنظمات بتقليص كميّة المياه النظيفة الموزعة على مخيمات اللاجئين ما دفعهم نحو مصادر غير آمنة مثل جداول الأنهار، والروافد الملوثة أصلاً بمياه الصرف الصحي الآتية من القرى، ومن حمامات المخيمات غير المجهزة بأنظمة صرف صحي فعالة".

إلا أنّ هذا الدور "لا يمكن أن يكون دائماً في خانة السّلبية" يضيف بزي في حديث مع "سبوتنيك"، ففي سوريا، تقوم هذه المنظمات بإنشاء مستشفيات مخصصة لعلاج الكوليرا في المناطق الموبوءة المنتشرة في 9 محافظات سورية من أصل 14، أبرزها محافظات حمص، وريف دمشق، وطرطوس المحاذية للحدود اللبنانية، وحلب والحسكة وإدلب المحاذية للحدود التركية. وهناك، "لا بدّ من الإشارة إلى الدور السّلبي التركي في عودة الكوليرا بعد قيام الدولة بقطع مياه نهر الفرات أكثر من 30 مرّة عن المحافظات الشمالية السّورية لأسباب سياسية وعسكرية ربطاً بصراعها مع الفصائل الكردية المسلحة". على حد تعبير بزي.
  • الصحة العالمية قد تعلن "جائحة"
ويسجل وباء الكوليرا قلقاً عالمياً اليوم مع تسجيل انتشاره في 27 بلداً حول الكوكب، وهو قلق يحدو بمنظمة الصحة العالمية صوب الإعلان عن "جائحة"، ويدعم هذا التوجه النقص العالمي باللقاحات المتاحة لمكافحة التفشي، فاللقاح المعروف منذ أكثر من 200 سنة لم يكن بكميات كبيرة نسبة لعدم الجدوى من ذلك، المرض كان دائماً تحت السيطرة، أو ينشر في بلاد منسية لا يذكرها أحد كاليمن الذي سجل خلال السّنوات الخمس الأخيرة أكثر من مليون ونصف المليون حالة، وبؤر الصراع في أفريقيا مثل نيجيريا وجنوب السودان ومالي. وعليه، يتضاعف الطلب اليوم على الجرعات، وعدم التلبية يعني المزيد من الضحايا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى