امنحونا خبزا وفيتم وكفيتم

> إلى الذين يعرفون القراءة: ما من إنسان على هذه البسيطة يستطيع الحياة دون طعام ومياه ومنزل وأمان.

المعيشة أمر ضروري للبقاء، والمواد الغذائية والخبز والسكر والأرز لا توزع بالمجان، بل ينبغي الذهاب للبقالة والدفع للحصول عليها.

اليوم هناك كثير من الناس لم يستطيعوا توفير لقمة العيش في أدنى حدودها بسبب ارتفاع الأسعار إلى درجة غير معقولة، ناهيك عن الرواتب التي لم تعد تكفي لشيء وهذا إن توفرت بسهولة.

شعرت بالحزن والأسى حين حكى لي أحدهم حكاية مؤلمة فقال:

"رب أسرة في عدن لديه طفلتان وبنت جامعية وشاب بلا عمل، أرسل طفلته إلى الفرن وقال لها جيبي بألف روتي ويسجلوه فوق الحساب.

ذهبت الطفلة وفي الفرن زحمة فصرخت: يا عم يقول لك بابا اعطني روتي بألف وسجله على الحساب، وكان صاحب الفرن متضايقا من الزحام ومن كثرة الناس الذين يأخذون بالآجل، فنهر الطفلة بقسوة أمام الناس، وقال لها قولي لأبيك لا يوجد روتي ببلاش ولازم يدفع الذي عنده، فخذي هذا الروتي لآخر مرة).

عادت الطفلة حزينة وجلست في غرفتها صامتة، ومع العشاء اجتمعت العائلة وفجأة قالت الطفلة يا بابا صاحب الفرن صاح فوقي كنت ببكي، قال نعم جيب الفلوس الذي عندك نعم ما يوزعوش روتي ببلاش.

فجأة توزعت نظرات العائلة فيما بينها فوضعت البنت الجامعية اللقمة في الصحن وركضت إلى غرفتها حزينة ودموعها تساقطت من القهر، وقام أخوها وغادر البيت وبقي الرجل وزوجته صامتين".

مشهد بسيط دمرت فيه كرامة الناس، فالمعيشة صارت تشق الأنفس.

يقول الحبيب صلوات ربي عليه:

"من بات آمنا في بيته معافى في بدنه لديه قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها"، وهذا تأكيد على أن الستر والطعام هما الأصل وما عداهما فهو من الفروع.

وفروا للناس خبزا وسكينة ستكونوا من الصالحين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى