حرب وإبادة فقط لا غير

> كرهت هذه الحروب ودمارها وشتاتها في سفك الدم وخراب البيوت والعائلات ومغادرة الناس منازلهم والنزوح للجبال والصحاري والبقاء هناك وسط العراء في خِيَم وكيس رغيف وكرتون بنادول ودبتين ماء، ويكون ذلك كل الذي استطاعت عليه مكاتب ومنظمات ومجالس الأمن الدولي الحر الراعي الكبير للإنسانية وصناعة السلام وحق الحياة والتعليم والحصول على طعام ودواء ومياه نظيفة للشرب ومنزل يأوي إليه الناس للاسترخاء والسكينة أسوة بكل شعوب الأرض.

كرهت هذه البرامج والعقليات العنيفة العقيمة والسياسات والنخب التي اختزلت أكثر من خمسين عاما لحياة الأوطان والشعوب في الحروب المستديمة وتفشي الفقر والجوع والهلاك ، في نهج واحد وبرنامج واحد وخطة واحدة للتخلف والتراجع والجهل والجوع والإضرار بالبلد والمواطن بشكل أساسي.

كرهت هذا البقاء الأزلي العجيب وسط الظلام والجوع والعطش والاستنفار المزمن للذهاب إلى الجبهات وإطلاق المدافع والرصاص والقنابل والصواريخ لهدف واحد هو القتل والقتل والاقتتال فقط.

كرهت هذا الاغتراب الموحش في الأوطان والدمار وبلاد لا يجد فيها المواطن خطوة جديدة واحدة إلى الامام لتبعث السعادة والفرح في نفوس الناس.

يحيرني ذلك العقل الذي ينزعج من ذهاب الناس إلى الحياة والتعايش وبساتين خضراء تسر الناظرين وتشرح الصدور وتطيب النفوس لاستقرار ينفع الجميع.

تقتلني الحيرة والجنون والأسى ونحن مع كل صباحات جديدة نرحل إلى بحار جديدة من الدم والغطرسة والاستحواذ على ثروات وخيرات الشعب وحرمانهم من ينابيع ثرية تنبع في أرضهم وبلدهم ليأتي الطاغي ويمنح نفسه صكوك الوطنية والملكية وأن لا شيء يستحقه أهل الأرض فيداهمون ثرواتهم بالجيوش ويطوقون المدن والممرات من أجل الاستحواذ على الثروات.

كرهت هذا النمط الدموي الأناني وكأنه آية قرآنية لازمه أنزلها الرحمن وأوصاهم فيها بأن الدنيا حرب وقتل ومظالم مزمنة لا تتبدل ولا تتحول باتجاه البناء والسلام والمحبة وخدمة الناس ورفع رايات وباقات الورود.

ليل طويل إلى متى؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى