شاشات عرض توعوية في الأماكن العامة

> الأوضاع بشكل عام في مدينة عدن صعبة ونظام التوعية فيها ضعيف للغاية، وغالبية الناس اليوم تبحث عن حلول أو معجزة تخرجها من هذه الأوضاع السيئة التي لا نهاية لها عبر خطوات ملموسة، والبداية لا بد أن تكون من خطوة التوعية المجتمعية لأهميتها الكبيرة في نهضة الدول.

وفقًا للأبحاث، تجذب شاشات العرض الخارجية انتباه أكثر من 95 % من الأشخاص الذين يتواجدون في مجال رؤيتها، وأن هناك رأيًا مفاده أن في المدن الكبيرة حوالي 4 ملايين شخص في الأسبوع يقعون في منطقة تأثير شاشات العرض الخارجية اعتمادًا على المنطقة ونوع المادة المراد تسويقها وتحديد المدة الزمنية للبث مع مراعاة الوقت النشط للمواطنين "التدفق البشري"، والسؤال: إذا كان نظام شاشات العرض استثمارًا توعوياً كبيرًا وتأثيرها سريعا، فلماذا تُنفق الأموال الكبيرة هنا وهناك في المناطق المحررة تحت بند التوعية عندما يمكننا استخدام شاشة واحدة فقط كنظام توعوي متكامل عالي الدقة للجميع؟.

لقد أصبحت شاشات العرض في شوارع وساحات مدن العالم الرئيسية "ضرورة"، والسبب أن هذه الشاشات لا تستخدم فقط في الإعلانات التجارية، بل في التوعية المجتمعية عبر البث من خلالها معلومات مهمة أو مفيدة للسكان، أو تحذيرهم من مخاطر كورونا أو حثهم على احترام نظافة المدينة، وتستخدمها الأجهزة الأمنية باللغتين المحلية والإنجليزية لتوعية الناس بخطورة الإرهاب والفساد والمخدرات وتعاطي المؤثرات أو في البحث عن مطلوبين وعرض النصوص القانونية والعقوبات والأفلام القصيرة الوطنية الهادفة.

أتمنى أن يبدأ المسؤولون الأمنيون والسياسيون والاختصاصيون الاجتماعيون والنفسيون والاقتصاديون في عدن، بالشروع في تطبيق استراتيجية التوعية عبر شاشات العرض الخارجية الكبيرة، وذلك بتركيب البعض منها في الشوارع المزدحمة وفوق المولات، بينما يتم تركيب شاشات متوسطة داخلية في مداخل مؤسسات الدولة والمحاكم وفي المدارس والجامعات لغرض نشر وتعزيز التوعية الاجتماعية والثقافية على نطاق واسع للوصول إلى مجتمع واعٍ يتجه نحو عملية البناء والنهضة بعيداً عن القات والمخدرات والرشوة واللامبالاة والسلاح.

إن التفاعل مع هذا الموضوع وفق استراتيجية توعوية مدروسة جيدًا وعمل منظم ومنسق من حيث الفيديوهات الهادفة والجمل القصيرة البسيطة، سيؤدي إلى توسيع جمهور العرض ويسمح لهم بتذكر المحتوى ويمنحهم وقتًا للتفكير واتخاذ القرار المناسب والصحيح.

شاشات العرض التوعوية ديناميكية مشرقة تعمل بشكل مستقل وأكثر إثارة وجذباً ويمكن مشاهدة محتواها أو قراءة المكتوب من مسافات بعيدة دون إشراك أفراد الخدمة، وبالتحكم عن بعد عبر الإنترنت، الأمر الذي يوفر إمدادًا مستمرًا بالمعلومات طوال مدة الحملة التوعوية، وهذه الشاشات تقاوم التغيرات المناخية مثل الأمطار والأتربة والعواصف وحرارة الشمس الحارقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى