بعيدا عن السياسة: الدوحة عاصمة العالم

> أبهرت قطر الدنيا بمراسيم افتتاح النسخة الـ 22 الحالية من كأس العالم.

أبدعت قطر في الاستعداد والتشييد والعمران والتنظيم والإنفاق أيضا، لتحظى نيابة عن العرب بهذه النسخة من كأس العالم كحدث لا يتكرر كثيرا.

والأهم ومما يرفع الرأس العربي المحبط أساسا تصدي قطر لحملة غربية مسعورة مصدرها الأول وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك التي تحدثت عن حقوق العمالة في قطر والتي عملت في تشييد البنية التحتية للمونديال، وكأن ألمانيا والغرب عموما كانوا حميمين بحقوق المهاجرين من غير ذوي البشرة البيضاء والعيون الزرقاء والشعر الأشقر، من المهاجرين العرب والشرق الأوسط والآسيويين والأفارقة، بينما نرى المعيار يختل في التعامل مع الأوكرانيين.

وإذا قال المهاجرون من الفئة الأولى: حطة، في ألمانيا أو سواها تجري عليهم إجراءات تنوء من حملها الجبال في أماكن الحجر والحجز، مع أن الغرب بحاجة ماسة للمهاجرين لانكماش عدد السكان والشباب منهم بالتحديد وبحاجة لمهارات القادمين من البحر في كل المجالات بما في ذلك الرياضة.

إن حقوق الإنسان التي يتحدث عنها الغرب ليس حبًا في علي، لكن نكاية بمعاوية، فأين كانت هذه الحقوق حين قتل الغرب أكثر من مليون إنسان جلهم من الأطفال في العراق ومثلهم في أفغانستان.

هذا إذا تغاضينا عن التاريخ وفيه أسفار مظلمة من جرائم الاستعمار الغربي الذي بدأ ببدء الدولة البرجوازية الأوروبية وما رافقها من ديموقراطية الكيل بمكيالين، فهي ديموقراطية لأصحابها في بلد المنشأ (أوروبا) بينما في الدول المستعمرة، فالأمر مغاير تماما: قمع ونهب ثروات وقتل وإبادة شعوب.

فهل يذكر أصحاب يافطات حقوق الإنسان ومعيارها المثلية التي رفضت قطر العربية المسلمة أن تكون مروحة لها على حساب قيمنا وتقاليدنا العربية الصميمة وقبل ذلك تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف؟

فهل تذكر بريطانيا -وهي الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس- جرائمها في الهند وغيرها من البلدان بما في ذلك جريمتها الكبرى في تنفيذ وعد بلفور لصالح اليهود على حساب فلسطين العربية.

وهل تذكر فرنسا جرائمها في الجزائر العربية وغيرها من شعوب أفريقيا؟

القضية ليست ديموقراطية ولا حقوق إنسان كما أرادته فئة في أرووبا لتعكير صفو النسخة الأجمل لكأس العالم في قطر، بل هي زوبعة في فنجان ظاهرها إنسانيا وباطنها الحقد الدفين على العرب امتدادا للتاريخ الاستعماري الذي لم يستوعب أن تنجح دولة عربية صغيرة كقطر في صنع الأسطورة المبهرة من كأس العالم في هذا البلد منذ تنظيم هذه البطولة.

لقد أعجبني موقف رئيس الاتحاد العالمي لكرة القدم (الفيفا) جياني انفانتينو Gianni Infantino المؤيد والمؤازر للموقف القطري وذكر المعترضين أو المعارضين في أوروبا بالمساوئ المقترفة من الغرب (وشهد شاهد من أهلها) ويكفي أنه قال: أنا قطري.

ومثل انفانتينو السواد الأعظم في الغرب المؤيد لقطر.

والعجيب الغريب أن الشركات الأوروبية التي نهبت ثروات قطر وغيرها من دول الجزيرة والخليج العربي الغنية على مدى العقود الخمسة الأخيرة لم تتحدث عن حقوق العمال تحت نطاقها، بل تلصصت بليل بعد أن نهبت أموال قارون من هذه الدول لتثير الغبار من حول كأس العالم بنسخته القطرية.

فازت قطر بالعلامة الكاملة، وكان مؤثرا أن نرى قادة العرب: عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية وبتون رئيس جمهورية الجزائر وولي عهد السعودية سمو الأمير محمد بن سلمان والملك الأردني عبدالله بن حسين والرئيس الفلسطيني محمود عباس وغيرهم من الزعماء العرب جنبا إلى جنب أمير قطر الشيخ تميم لتكتمل الصورة العربية المبهرة لمنديال قطر 2022م.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى