الدولة المريضة والعلاج

> جسد الدولة يعاني من المرض الشديد، المرض الذي يعصف بكامل مفاصله ويشتد كلما لم يجد علاجا يساعده على الشفاء. ولذلك، لا بد من البدء بمراحل العلاج، وأن آخر العلاج هو الكيّ. العلاج بأيدينا ومُتاح وقد يكون مجانيا ونحن لا نعي أو نرى أو نلمس ذلك، لأننا ننتظر قائمة العلاج مرسل بداخل كرتونة مغلقة إلى المرسل إليه.

مشكلة المرض أنه ينتشر بشكل بطيء وقاتل لكن يمكن علاجه إذا ما توافرت الإرادة وهي بحاجة إلى رعاية حقيقية قادرة على طرق باب العلاج والإيمان بأن العلاج هو بأيدينا ويسكن جوانحنا. المفاصل يدقها الألم الشديد بحيث إنها لا تساعد على القيام بأي حركة طبيعية، لكن البقاء في وضع المتفرج أمر لا يساعد على التغلب على المرض، حتى السيارة تلك المركبة ذات أربع عجلات ومحتوياتها قد تحتاج إلى تبديل أو تغيير كامل أو جزئي فيها حتى تعود إلى طبيعتها لتتحرك بسلاسة وديناميكية.

ليس على الإنسان البشري أن يقوم بتغيير عقله، بل نمط تفكيره حتى يستطيع استيعاب المعطيات الجديدة ويتعامل معها بأفق رحب وسعة أكبر ولا يحبس تفكيره في نظرة واحدة، لا بد النظر للمشكلة من كل الزوايا التي تحيط بالحلقة وتعمل على حلحلتها. والدول المريضة التي يفشل علاجها تبحث عمن تتكئ عليه ليعينها على القيام بحركة طفيفة، لكنها ليست كافية بالتأكيد لتعويض ما فاتها. الدولة المريضة تصبح مزعجة بين مجموع الأجساد التي تحيط بها أو تتناثر حولها، وبالتالي يصبح عبئها ثقيلا، وعليه يرغب الجميع في التفكير بضرورة فصلها وبتر العضو المريض واستبداله بجزء بديل يستطيع أو يعمل على تمكين كامل الجسد من الاستجابة مع العضو الجديد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى