​"التواصل للحد من المخاطر" في مباحثات دفاعية بين الصين والولايات المتحدة

> بنوم بنه«الأيام»رويترز:

> بحث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، خلال لقائه مع نظيره الصيني وي فنجي في كمبوديا، الثلاثاء، الحاجة إلى "تحسين الاتصالات للحد من المخاطر الاستراتيجية" في وقت الأزمات بين القوتين الرئيسيتين، وفقاً لما أعلنته وزارة الدفاع الأميركية "بنتاجون".

وناقش أوستن ونظيره الصيني العلاقات الدفاعية بين الولايات المتحدة والصين وقضايا الأمن الإقليمي والعالمي. وأعربت بكين عن أملها في أن "تتمكن الولايات المتحدة من تبني سياسة عقلانية وعملية تجاه الصين، وعودة العلاقات بين البلدين إلى المسار الصحيح"، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الصينية.

لقاء أوستن فنجي، جاء على هامش مؤتمر لوزراء دفاع رابطة دول جنوب شرقي آسيا "آسيان" في كمبوديا، في إطار الجهود التي يبذلها البلدان لإبقاء التوترات القائمة بينهما تحت السيطرة.

وقال "البنتاجون" إن أوستن، أعرب في اجتماعه الثاني هذا العام مع وزير الدفاع الصيني، عن مخاوف واشنطن بشأن السلوك الخطير على نحو متزايد للطائرات الصينية الذي "يزيد من مخاطر وقوع حوادث".

وشدد أوستن على الحاجة إلى "إدارة المنافسة بمسؤولية، والإبقاء على خطوط الاتصال مفتوحة"، وفقاً لما أفاد به بيان "البنتاجون".

كما ناقش الوزير الأميركي أهمية الحوار الموضوعي بشأن الحد من المخاطر الاستراتيجية، وتحسين الاتصالات في وقت الأزمات، وتعزيز سلامة العمليات.

وأعرب أوستن عن مخاوف بشأن السلوك الخطير المتزايد الذي أظهرته طائرات الجيش الصيني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ والذي يزيد من مخاطر وقوع حوادث. كما أكد الوزير أن الولايات المتحدة ستستمر في الطيران والإبحار والعمل حيثما يسمح القانون الدولي بذلك.

"استراتيجية خاطئة"

من جانبه، قال المتحدث باسم وزير الدفاع الصيني تان كيفي على حساب موقع للتواصل الاجتماعي تابع لتلفزيون الصين المركزي "سي سي تي في"، الثلاثاء، إن السبب الرئيس للوضع الحالي الذي تواجهه الصين والولايات المتحدة، هو أن واشنطن اتخذت قراراً استراتيجياً خاطئاً.

واعتبر تان أيضاً أن الصين ليست مسؤولة عن الوضع الحالي للعلاقات، حسبما أوردت "رويترز".

وقالت وزارة الدفاع الصينية إن فنجي أخبر نظيره الأميركي أنه "يجب على واشنطن احترام المصالح الأساسية لبكين".

وأضاف أن تايوان في قلب المصالح الأساسية للصين، وهي "خط أحمر" يجب عدم تجاوزه، مشدداً على أن حل قضية تايوان مسألة تخص الشعب الصيني، وليس لأي قوة خارجية الحق في التدخل.

وأوضح أن الجيش الصيني لديه "العزيمة والشجاعة والثقة والقدرة" لضمان "إعادة توحيد الأرض".

 استفزازات بيونج يانج


وناقش وزير الدفاع الأميركي، بحسب البنتاجون، الغزو الروسي لأوكرانيا، مشيراً إلى رفض بلاده والصين استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها.

وأعرب أوستن عن مخاوفه بشأن الاستفزازات الأخيرة من كوريا الشمالية، داعياً الصين إلى التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن برامج الأسلحة غير القانونية لبيونج يانج.

وأشار المتحدث باسم البنتاجون بات رايدر إلى أن أوستن أكد خلال اللقاء أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بسياسة "الصين الواحدة" القائمة منذ فترة طويلة، كما أعرب عن قلقه بشأن إجراءات كوريا الشمالية، ودعا الصين إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالكامل.

تجدر الإشارة إلى أن الاجتماع الذي عُقد في مدينة "سيام ريب"، هو الأول بين أوستن ووي منذ يونيو، قبل أن تثور حفيظة بكين بسبب زيارة قامت بها رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان في أغسطس الماضي.

ومنذ تلك الزيارة والتصعيد الذي تسبّبت به، بذلت واشنطن وبكين جهوداً حثيثة لتخفيف حدّة التوتّرات بين البلدين.

وفي 14 نوفمبر، عقد الرئيس الأميركي جو بايدن، ونظيره الصيني شي جين بينج اجتماعاً استمرّ 3 ساعات على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي، في أول لقاء حضوري بينهما منذ أن أصبح كلّ منهما رئيساً.

في حين لم يحل الجانبان الخلافات العميقة بشأن تايوان أو حقوق الإنسان أو القيود الأميركية على صادرات التكنولوجيا أو غيرها من المسائل، لا أنهما سعيا على الأقل إلى استعادة الروابط البسيطة التي من شأنها أن تحول دون خروج الحوادث أو الخلافات عن نطاق السيطرة.

والسبت الماضي، عقد الرئيس الصيني اجتماعاً قصيراً مع نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس على هامش منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في بانكوك.

ويومها نقل مسؤول أميركي عن هاريس قولها إنّها شدّدت خلال اجتماعها مع شي على رسالة بايدن ومفادها أنّه "يجب أن نُبقي خطوط اتصال مفتوحة بهدف إدارة المنافسة بين بلدَينا بشكل مسؤول".

انفراجة في العلاقات

وفي مؤشر على انفراج في العلاقات الثنائية، من المقرر أن يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الصين مطلع عام 2023. وستكون هذه أول زيارة لمسؤول أميركي كبير لهذا البلد منذ عام 2018.

ويمكن أن يتوجه شي جين بينج هو الآخر إلى الولايات المتحدة في عام 2023 في أول زيارة له أيضاً منذ عام 2017، وذلك لحضور القمة المقبلة للمنتدى الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ التي سيتم تنظيمها في سان فرانسيسكو في نوفمبر.

وتراقب الولايات المتحدة بقلق متزايد بينما تطور الصين جيشها ليكون واحداً من أقوى القوات القتالية في العالم.

والأسبوع الماضي، أعلنت الولايات المتحدة لأول مرة أن الصين نشرت صواريخ باليستية جديدة على 6 غواصات تعمل بالطاقة النووية، يمكن أن يصل مداها إلى البر الرئيس للولايات المتحدة، وهو ما لم يكن ممكناً في وقت سابق.

ودعا مسؤولو إدارة بايدن مراراً إلى بناء "حواجز حماية" لمنع التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم من الخروج عن السيطرة.

ومع تصاعد التوترات، حذر مسؤولون أميركيون من أن الصين أصبحت أكثر عدائية من خلال "عمليات اعتراض خطيرة" لطائرات وسفن حربية أميركية، وكذلك طائرات اليابان وكندا وأستراليا في منطقة بحر الصين الجنوبي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى