كأس العالم وكأس المسيرات

> تجري هذه الأيام في دولة قطر الشقيقة مباريات كرة القدم لعام 2022م وفيه تتنافس اثنين وثلاثين فريقا من بلدان العالم في سباق كروي ساخن للفوز بكأس العالم.

كل الفرص متاحة لكل من يلعب ويقدم الجدية والعزم، وليست محصورة لفريق أو بلد إطلاقا، وهذا من سمات التآخي والسلام بين شعوب العالم بدلا من الحرب والنزاعات التي تقتل الناس وتدمر التنمية ويسيطر الدمار والقبح والخوف بين البشر.

الحرب بلاء قاتل، ولهذا فنحن لسنا بعيدين كثيرا عن مكان كأس العالم، لكننا نشهد تلك الحرب بمعنى الحرب التي لها سنوات وما زالت معاناتها تتطور ولا حلول نخرج بها إلى مرافئ السلام، أي أن على بعد كيلو مترات منا يعم السلام وتجري مباريات في أجواء ممتازة جدا في دولة قطر الشقيقة العضو في التحالف العربي الذي موكل بالدفاع عنا أولا وإحلال السلام فينا والمنطقة، وإن نأت بنفسها حينا أو بعضا من الوقت وقيل جمدت دورها بأسباب فلسنا بصددها هنا.

إننا أمام كأس عالم آخر تماما، وهو تحول التنافسات من على القاع والعشب والملاعب، إلى أشد قسوة، وملاعب تختلف وهي ملاعب المسيرات التي تحلق في السماء وتنطلق في سباق للفوز بكأس آخر هو مكسب الحرب، فقد غدت هذه الطائرات المسيرة تحلق وتنطلق نحو أراضي الجنوب وتقصد موانئ تصدير النفط في ميناء الضبة النفطي، وكذا ميناء النشيمة النفطي بشبوة المجاورة لحضرموت، صار هناك حمئ اندفاع في تغير استراتيجي بمسار الحرب الدائرة عندنا وأصبح الجنوب هدفا لسقوط متفجرات هذه الطائرات المسيرة التي غدت ظاهرة خطيرة وتتمخطر في الفضاء وترمي ما تريد من نار، ويتكرر هذا من دون رادع ولا دفاع ولا موانع في سماء حضرموت المفتوحة جدا من دون غطاء إلا بنادق (م. ط) وبضع رشاشات ومن دون تلك القبعة أو سلاح الطيران أو سائل دفاع أخرى.

هذا هو كأس فوق وليس كأس الجري والركل والتسلل، هنا في شأن المسيرات صار واضحا، إذ لا صفارة تمنعه ولا راية، والاختراق للدفاعات التي لا أساس لها مباح، وفي منظر هزلي وفاضح ويثير الضحك والحزن معا كيف أصبحنا نحن في الجنوب هدفا وفوقنا المسيرات ويمنع تصدير النفط وغدا يمنع القوت وندخل في المجاعة التي نساق إليها عنوة؟ والقصد من كل هذا لأننا صرخنا وأردنا جنوبنا، فانفتح الفضاء علينا وأمطرت السماء مسيرات فجأة وها نحن تحت رحمة هذه الأدوات الصغيرة المتفجرة التي تهاجمنا وقت ما تريد وكيف ما تريد.

إنها مهزلة سياسية لسياسيين عجزة، وتمثيلية سمجة أعد لها في ليل، وجعلونا تحت رحمتها مثل رؤوس صلعاء تأكلها الشمس ولا ظلال، لها.

نحن نتعرض لأكبر نكتة في مسار الحرب ونضرب والتحالف يشاهد ويسمع ويسكت، نحن من دون غطاء يسمح لنا به ويسمح للمسيرات بالتحليق فيه.

ما هذا الفيلم الرديء الذي يعرض علينا ونشاهده بالغصب، بينما ما يعرض جميل ومصور وملون؟ ليس بعيدا عنا في الشقيقة دوحة العرب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى