أطفالنا هم أمل المستقبل (3)

> أطفالنا هم جذور المجتمع ومسؤولو الغد، وتعتبر تربيتهم وتعليمهم أساس قيام الدولة ونهضة البلاد، وأي إهمال في هذا الجانب يعني العجز عن تحقيق أي تغير نطمح إليه فتبقى هذه الثورات ناراً تحرق الأوطان وتقضي على الشعوب وتسلب موارد وخيرات البلاد، لذا نحن نسعى لإعداد أطفالنا لمواجهة كل شؤون الحياة وتولي المسؤولية وتحمل العواقب.

ما المقصود بتحمل العواقب؟

العواقب هي النتائج المترتبة على خيارات الشخص أو أفعاله، وهي قد تكون جيدة أو سيئة تبعاً للتصرف، وعندما يترك الأطفال لتحمل مسؤولية أفعالهم فذلك يعطيهم فرصة للنمو والنضج والتعلم من أخطائهم واتخاذ خيارات أفضل لتحسين سلوكياتهم، وتتيح لنا كأولياء أمور وضع أسس لمبادئ تربوية تعمق فيهم إدراك عواقب تصرفاتهم ومشاركتهم في حل الأخطاء بدلاً من استخدام العقاب الذي يضاعف لديهم الشعور بالخذلان والإحباط.

ما الفرق بين العقاب والعواقب؟

العقاب معناه إجبار من الأب تجاه ولده لتنفيذ ما يريده هو، أو بمعنى آخر تهديد ووعيد بدفع الثمن إن لم ينفذ الابن مراده.

العقاب في مجمله لا يحترم حق الطفل في إبداء رأيه حتى ولو كان تافهاً، ويعزز في نفسيته الشعور بالغضب والخوف، وفي معظم الأحيان يحول الحب إلى أداة ضغط على الطرفين في حين أن الطفل عندما يخطئ يسيطر عليه الشعور بالذنب والعجز، لذا فإن لومه في تلك الحالة سيزيد من هذا الشعور ولا يجعله يحسن التصرف في المرات القادمة، بينما هو ينتظر منا أن نشركه في اقتراح حلول للمشكلة الناتجة عن خطأه، مما يعزز عنده مهارات مواجهة التحديات وحل المشكلات ويرسخ فيه الثقة بقدرته على تجاوز المحن على المدى البعيد. علماً بأن أسلوب (شرح العاقبة) يجب أن يتناسب مع تصرفه وأن يكون منطقي، فمثلاً عندما يسيء استخدام الألعاب ستكون سبباً في أخذها بعيداً عن يديه، ولا ننسى الثناء عليهم عند صدور فعل حميد أو التزامهم بالطاعة، فمن شأنه تحفيزهم على الاستمرار في تطبيق تلك السلوكيات الحميدة وعدم الحاجة إلى اللجوء إلى العقاب. هذا الأسلوب والمعيار يساعد الطفل على تنمية مهاراته الحياتية وتوطيد العلاقة بينه وبين أبويه، ومن ناحية أخرى يعلم الطفل تحمل نتيجة أفعاله بربط علاقة وثيقة بين ما يرتكبه وبين العواقب المترتبة على فعله خيراً كان أم شراً.

فلا ننسى أن العاقبة نستعملها للخير وللشر، بينما العقاب لا يستعمل إلا للشر، وفي هذه الحياة الانتصارات تمنحنا البهجة، والهزائم تمنحنا الحكمة، والبهجة لحظات وتنطفئ، أما الحكمة سوف تضيء إلى الأبد، لذا فإن مبدأ تحمل العواقب ينشئ جيلاً قادراً على اتخاذ القرارات الصائبة ومواجهة الصعوبات ببسالة وإضاءة مستقبل مجتمعنا بنور الحوار والعمل بحكمة وبيان دون اللجوء إلى العنف، ودمتم سالمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى