المعايير السياسية الجنوبية

> تفرض التطورات على كافة الأصعدة ومنها السياسية أمامنا عددا من الأسئلة بشأن المستقبل، وهذه الاسئلة تحيرنا وترهق تفكيرنا في أحيان كثيرة بسبب غياب المعلومات والمؤشرات التي من خلالها نستشرف المستقبل، وفي مثل هذا الوضع أمامنا معايير وأسس يمكن الاستناد عليها وأهمها عدالة القضية التي تتبناها، وقوة الإرادة لديك لتحقيقها، وهما كفيلان لتطمينك على المستقبل، ولا تخاف من مآلاته وفي نفس الوقت ثق بأن المستقبل لن يكون ضدك طالما تنشد الحق وتمتلك إرادة لتحقيقه، لن يؤثر عليك عدم الحصول على الاجابات على الاسئلة المتشعبة حول التفاصيل كونك متسلح بعدالة ما تصبو اليه بإرادة قوية ، ولكي تستطيع أن تقيم ما حولك من أفكار ورؤى وخصوصا منها السياسية التي تقابلها في طريقك وتحدد علاقتك فيها "موقفك منها" هناك ثلاثة معايير هي "الأرض والإنسان والقضية الجنوبية".

1 - مفهوم معيار الأرض "الوطن"
هو الجامع الجنوب وطن وهوية وطنية لكل أبنائه وبكل أبنائه، وجميعهم متساوون في حقوق المواطنة والواجبات دون تمييز بينهم بسبب العرق أو الجنس أو المعتقد أو الانتماء المذهبي أو السياسي أو المناطقي أو الجهوي ...إلخ، ولهذا فإن أمن واستقرار ونماء الجنوب "الوطن" وسيادته مسؤولية الجميع تحت سقف أي مشروع ينتمون إليه أو يؤمنون به وهذا يتطلب الاتفاق على صيغة شراكة و مضامينها لإنجاز هذا الواجب.

2 - مفهوم معيار الإنسان "الشعب"
وهي الإرادة العامة والغالبة الحرة والمستقلة لشعب الجنوب بعمومه وبخصوص تقسيمات تواجده الإدارية، هي مصدر شرعية كل سلطة أو قرار مصيري على تراب وطنه ولهذا فإن التعدد في الرأي والمشاريع السياسية والفكرية حق لكل مواطن وكل مكون وإن ما اختلفت فيه الأنظار وتباينت الرؤى بشأنه، فمردَّه إلى إرادة الشعب الغالبة كمعيار لكل خلاف وحاسمة لكل اختلاف أو تباين بما تقرره إرادة الشعب الحرة، ولايجوز الخروج عما تقرره تلك الإرادة.

وهذا يتطلب تنسيق وإدارة الخلافات والتباينات تحت سقف ذلك المعيار واتخاذ الحوار وسيلة وحيدة لتقريب وجهات النظر المختلفة المؤدية إلى التوافق، مالم يتم الاحتكام لإرادة الشعب نفسه، وطبقا لذلك يتم الفصل في جميع القضايا والمشكلات على صعيد الوطن الجنوبي وفي مقدمة ذلك قضية شعب الجنوب المحورية.

إن إرادة المواطنين على المستوى الوطني وعلى مستوى التقسيمات الإدارية هي من ترسم ملامح مستقبلهم السياسي تحت سقف المشروع الوطني الجنوبي أو "معيار الوطن" فلا شعب بدون وطن ولا وطن بدون شعب، وعلى هذا الأساس تتم صياغة مضامين المشروع الوطني الجنوبي المنشود.

3 - معيار قضية شعب الجنوب الوطنية
مفهوم هذا المعيار قضية شعب الجنوب في صياغ معياري الأرض ،"الوطن" والإنسان "الشعب " وحصر الرؤى والأفكار المطروحة حول ذلك فهي قضية أرض وإنسان أنتجتها أو (جذرها ) تعثر وفشل مشروع دولة الوحدة "الجمهورية اليمنية" بين "ج. ي .د. ش وَ ج. ع. ي" وما أدت أو أفضت إليه أزمة التعثر والفشل تلك طيلة 4 سنوات إلى إسقاط مشروع الوحدة السلمي واستبداله بضم وإلحاق قسري (احتلال) في حرب عدوان ج. ع. ي على ج. ي. د. ش في صيف عام 1994م وتداعياتها التي أسقطت مواثيق الوحدة ودستورها بما فيها وثيقة العهد والاتفاق وفرض بدلا عنها نظام ج. ع. ي بأيدلوجية الاستعمار والاستبداد الذي أخرج الجنوب من معادلة الشراكة والوجود التاريخي والثقافي والإنساني لصالح فرض هوية شعب ج. ع. ي ونمط حياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية على الجنوب.

مما أوجب لشعب الجنوب الحق في استعادة سيادته وبناء دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود ما قبل 22 مايو 1990م والالتزام بكل الاتفاقيات الدولية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى