أمسية كروية واحدة تكفي

> إلى الضاحية الأخرى من العالم..

حملنا جراحنا وأحزاننا لنتذوق أفراح ومشاعر السعادة ونشاهد ألوان الورد ورائحة العطور..

ننطلق في عملية بحث شاقة توصلنا إلى تلك الصور البراقة الجميلة التي تطل علينا من ( الشاشة الصغيرة المشفرة الحصرية ذات الأرقام السرية ) التي لا يستطيع بسطاء هذه الأرض ترويض أرقامها لتصير ملكا خاصا لهم لمتابعة أحداث العالم الرياضية الجميلة ومعانقة الأفراح.

كالفارين من وطن مشفَّر بأرقام سرية وحصرية ملكا لجماعة يجدون فيه كل أصناف الرخاء.

فيما قنواتهم الوطنية مشغولة بزياراتهم وسفرياتهم وببشائرهم لنا بالحرية والسيادة.

فتتوالى الأخبار من دوحة الاحتفال بلقاء كروي بين منتخبين فيهيم أهل الأرض أشتاتا وزحاما وطوابير للرحيل إلى تلك الشاشات الموجودة في العراء والطرقات أو الذهاب لمنصات التواصل لاختطاف لقطة كروية عابرة عبر النت.

في هذه البلاد لا يمنحوك لحظة عابرة للاسترخاء والشعور بالأمان والمواطنة.

فيفر الجميع إلى التواصل يحملون أحزانهم فتبدأ لديهم لحظات الاحتفال بتشجيع منتخباتهم والتفاخر بنجومهم وطقوسهم وكأنهم يعلنون حصولهم على وطن وأرض ومنتخبات ونجوم.

فيبدأ السمر وتعلو الأفراح والابتسامات المنكسرة التي يرون فيها قليلا من السعادة ومشاعر الوجود وسط ذاك العالم الزاهي الوردي حيث الأمم الحيَّة والإعمار المذهل الذي يطل علينا فيه الإنسان جماعات ومشجعين ومشجعات وعائلات وأطفال يرقصون ويأكلون الهمبرجر ويشربون العصائر ويهتفون فرحين في مونديال العالم الكبير..

شعب جميل عاشق للحياة والسلام طموح حتى في سهرة وأمسية كروية واحدة يجد فيها بعض من السعادة في شتات وطن من ورق وبلا أفق جديد للحياة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى