وداعا رجل السلم والسلام والمدنية

> فجعت مدينة عدن العاصمة الجنوبية والجنوب كله برحيل القامة الحقوقية السامقة والمتمرسة صاحب التجربة والخبرة القانونية محليا ودوليا المحامي شيخ طارق محمد عبد الله تغمد الله روحه الطيبة الطاهرة بالرحمة الواسعة.

المحامي شيخ طارق رحمة الله عليه علم من أعلام القانون الذين لا يشق لهم غبار تخرج من جامعات بريطانيا العظمى، وكان والده محاميا رحمة الله عليه.

عرف الشيخ طارق بإنسانيته ومهنيته في قاعات المحاكم العلياء مدافعا عن الحقوق الخاصة لموكليه والعامة بكتاباته في صحيفة الايام الغراء.

الشيخ طارق رحمة الله عليه كثيرا ما حاول نشر الثقافة المدنية ودعا إليها بالكتابة أو بالبحث عن ترتيبات لمنظمات أو كيانات تعبر عن تلك المدنية، لكنه يختلف عن غيره والذين كانوا يتكسبون من وراء الدعوة لمثل تلك الكيانات المسلوقة على السريع بغرض الظهور وادعاء حق التمثيل.

لقد حاول أن ينظم الناس بشكل قانوني ومؤسسي وحقيقي وليس على طريقة الدكاكين أبو ختم وخمسة نفر.

لقد كانت له مساهمات ونصائح على صفحات صحيفة "الأيام" موجهة للسلطات وخاصة بعد غزو وحرب 1994م إبان جبروت عفاش وإلى جانبه كثير مثل المحامي بدر باسنيد رحمة الله تغشاه.

حاول تقديم النصح وتقديم حلول لإنهاء آثار الغزو وإيجاد نظام فيدرالي حديث، لكن كان الطغاة يرون ذلك النصح تشجيعا للانفصال وتمهيدا له.

ذهب الطغاة غير مأسوف عليهم كما قال ذات يوم الفيلسوف المتصوف الأديب عمر بن عبدالله الجاوي حين استفزه الطاغية فقال له أنا أؤكد لك أن من سيتبعني في جنازتي أكثر ممن سيتبعونك وصدق حدس الجاوي رحمة الله عليه، بموت الشيح طارق خسرنا جهبذا من جهابذة القانون والمحاماة على المستوى الداخلي والخارجي، ونتمنى من الله أن يتغمد روحه الطيبة دائما بالرحمة الواسعة ويسكنه فسيح جناته.

لقد كانت للمرحوم مواقف قانونية شجاعة لن تنسى أبدا وستظل ذكراه طيبة وفواحة وعطرة والطغاة لهم بئر النسيان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى