شفافية عدنان

> تابعت الحوار الجريء الذي أجرته قناة عدن المستقلة مع المهندس (عدنان الكاف) بصفته وكيل محافظة عدن ورصدته "الأيام" بمنتهى المهنية، بكل حواسي وجوارحي، والحمد لله أن متابعتي له كانت ذا جدوى أفضل من جدوى متابعة مباراة إنجلترا والسنغال في كأس العالم.

حوار نادر فيه من الصراحة ما يغري ومن والوضوح ما يكفي لفك طلاسم ما يحدث لعدن، مما دفعني إلى قراءة رسائله المباشرة دون الحاجة إلى الاستعانة بقرون الاستشعار.

استمتعت بهذا الحوار الشفاف مع قيادي يزن الأمور بخلفية اقتصادية وسياسية لها ذكاؤها ونهجها وفطرتها، وكنت على ثقة أن رجلا وقورا مثل (عدنان) سيضع النقاط فوق وتحت حروف الحقيقة.

يمكنني هنا رفع القبعة للمهندس (عدنان الكاف) الذي خالف دبلوماسية القيادات وأعرافها وآثر أن يكون صريحا واضحا مع قضايا تمس حياة المواطن من دون أن يمسك العصا من المنتصف كما يفعل بعض المهادنين.

مبعث إعجابي بالحوار مع (عدنان الكاف) أننا فعلا كنا في حاجة إلى نقاش شعبي يزيل الغبار عن الحقيقة ويضعها بكل منغصاتها وآلامها أمام المواطن.

ولعل الباشمهندس (عدنان الكاف) بأخلاقه وأمانته ونقاء سريرته وصفاء حضرميته ضاق ذرعا بما يحدث من تهميش للسلطة المحلية بعدن، فقرر في لحظة كبرياء تحرير العقول من كل هذا الفجور في التعاطي مع الله ومع الناس.

يعلم (عدنان) بلا شك بحكم حاسته السياسية الرفيعة وخلفيته الاقتصادية الرزينة أن مواسم الفجور امتدت لتشمل كل القطاعات والخدمات في عدن بالذات، وهو أمر يوضح هوشلية التشابك والتضارب الواضح في المناصب وفي الأهداف الخفية لحكومة تلعب مع المواطن لعبة العصا والجزرة.

من كلام (عدنان) عن ملف الخدمات وما يصاحبه عادة من عمليات تأويل لا تخلو من الهمز والغمز واللمز السياسي اكتشفت أن هناك من الوكلاء من وضعهم نظام (الغاب) تحت باطه في عمل يوضح الأسباب الموضوعية والذاتية التي استدعتهم للسير على منهج (أنا أزيد إذن أنا موجود) مع الاعتذار لذلك الفيلسوف الذي اعتبر التفكير دليل وجود.

بدأ لي (عدنان الكاف) وكأنه يحاول إخراج الحقيقة من متاهة صراع بعد أن احتار دليله وهو يبحث عن الإيمان الفقه والحكمة التي اغتالها من يدعون رقة القلوب ولين الأفئدة.

وعندما يقول (عدنان) بالفم المليان إن الحكومة انشغلت عن توحيد الجبهة الاقتصادية بالاستيلاء على مهام السلطة المحلية بعدن، فهذا مؤشر خطير يفضح فرسان البطن التي لا تشبع والنفس التي لا تقنع.

وإذا كانت التنمية تتغذى من شريان الإيرادات، فإن المغطى الذي بات مكشوفا يضع الحكومة في فوهة بركان عدن، على اعتبار أن محافظات ذات ثقل اقتصادي كمأرب مثلا ترفض التوريد إلى البنك المركزي بعدن لغرض في نفس يعقوب، فينتقل العبء الاقتصادي كله على كاهل عدن المسكينة.

(عدنان) كشف المستور عن الكهرباء، وحسنا فعل عندما وصفها بأنها (ثقب أسود) يبتلع كل من يقترب من إصلاح منظومتها، والحليم هنا يفهم بالإشارة.

دعوكم من كلام (عدنان) الشفاف عن المياه والتنمية والتعويضات والميناء والبسط العشوائي، وركزوا فقط على أن الحكومة اختزلت عملها في اختراق السلطة المحلية بعدن والبسط على مهامها، على أساس أن بعض وكلاء الغفلة الذين جاءت بهم الأهواء السياسية والنزاعات الحزبية لا يفهمون القانون ولا يقرؤونه، وبالتالي عندما يكون المسؤول المحلي جاهلا بالقانون يختلط حابل غرائزه الحزبية بنابل الوفاء بمهام المسؤولية تجاه المواطن.



خلاصة الخلاصة:

المهندس (عدنان الكاف) بلغة هادئة مهذبة وواضحة سمى الأمور بمسمياتها، وركل كرة النار إلى ملعب من يدعون وصلا بعدن، فهل من رد فعل يوقف حكومة العبث عند حدها؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى