البطالة وانخفاض الأجور والغلاء..الأزمة الاقتصادية تدفع اليمنيات لطرق أبواب المحاكم

> عدن «الأيام» رشيد سيف:

>
وسعت الأحداث التي تعيشها البلاد بمختلف الأصعدة وخاصة الأحداث العسكرية والاقتصادية دائرة العنف الموجهة ضد المرأة اليمنية وفاقمت معاناة ربات البيوت والنساء بشكل عام، حيث يتعرضن لمختلف أنواع العنف من قبل أزواجهن ويصل في أحايين كثيرة إلى العنف الجسدي وسط غياب العدالة الاجتماعية ودور القضاء وثقافة إنصاف النوع الاجتماعي في المجتمع ككل والمجتمع الريفي القبلي بشكل خاص.

وتصاعدت أعمال العنف خلال السنوات الأخيرة ضد النساء اليمنيات بفعل الحرب الدائرة للعام الثامن على التوالي إلى جانب الأزمات الاقتصادية وغياب الأمن وارتفاع معدل البطالة بحسب تصريحات الناشط المجتمعي أحمد السامعي.

وحذر المهندس والناشط المجتمعي السامعي من اتساع الفجوة المجتمعية والأسرية بسبب الأزمات الاقتصادية بين صنعاء وعدن بالتزامن مع انخفاض الأجور وغياب فرص العمل التي تضمن العيش الكريم.

ويرى السامعي أن الأزمة الاقتصادية بين صنعاء وعدن وغياب المعالجات الجذرية السبب الرئيس في تصاعد حالات الطلاق والانفصال بين الأسر في البلاد.

فرح (25 عاما) ربة بيت، تقطن في مديرية المعلا بمدينة عدن، تقول لـ "الأيام": "إنها تعرضت للعنف الجسدي من قبل زوجها مرات كثيرة"، وأضافت في حديثها: "مرت ثلاث سنوات وحياتي الزوجية كما يجب وبعد ما فقد زوجي وظيفته في مؤسسة ضمن القطاع الخاص، بدأت معاملته معي تسوء بين الحين والآخر".

وتابعت: "لا يمر يوم من أيامنا دون خلافات وأحيانا كان يمارس معي العنف اللفظي والجسدي وخاصة عندما كنت أطالبه بالبحث عن عمل من توفير الاحتياجات الشخصية والمنزلية".

وبحسب التفاصيل، تم تسريح العشرات ومن بينهم زوج فرح من العمل بسبب الظروف الاقتصادية التي واجهتها المؤسسة التي كان يعمل فيها منذ العام 2012.

وواصلت"بالمجتمع اليمني تعرض المرأة للعنف الزوجي ليس جريمة عند الكثير من الناس والرجل يرى أن السلطة الكاملة معه وله حق ممارسة كل ما تستهويه نفسه مع زوجته وفي حال رفضت أو تصرفت بشكل معاكس يرى أن ضربها حل وهذه مشكلة نعاني منها نحن اليمنيات بكل المحافظات".

وتابعت: "الأهل هم السبب الأول في تصاعد أعمال العنف فعندما تشتكي البنت من مشكلة مع زوجها أو تروح لهم وعليها آثار ضرب ينصحونها تحافظ على بيتها وعشان مستقبل عيالها وترجع مكسورة وتتحمل كل المتاعب لسنوات لأنه ما لاقت حد يوقف معها وينصفها ويعمل حد للحياة البشعة التي تعيشها".

سنتان من العذاب والمعاناة التي واجهتما فرح، دفعتها لتجاوز العادات والتقاليد التي تقيد المرأة اليمنية وتجاوز نصائح الأهل غير الصائبة والذهاب إلى القضاء للبحث عن خلاص من الحياة الزوجية التي وصفتها بـ "الكابوس"، لكن ذلك لم يكن بالأمر السهل بالنسبة لفرح ولا للأخريات اللواتي يفكرن بالخلاص عن طريق الشرع الإسلامي المغيّب بفعل الحرب.

وكلّت العشرينية محاميا للدفاع عنها في محكمة عدن وبعد أشهر من المتابعة والجلسات وصلت إلى نتيجة أنقذتها من الكابوس الذي عاشته طيلة سنتين على التوالي.

لم تكن فرح إلا واحدة من آلاف الفتيات اللواتي تعرضن للعنف الجسدي من قبل أزواجهن بسبب الأزمات المالية والاقتصادية التي عصفت بحياة ملايين الأسر في اليمن ككل وشتت حياتهم واستقرارهم الأسري.

عادت العشرينية فرح بعد انفصالها لمواصلة جامعتها في قسم الصحافة والإعلام وممارسة هوياتها في التصوير والكتابة والعمل ولكنها تشير إلى أنها لا تزال متأثرة من ماضي الحياة الزوجية القاسية التي عاشتها وتقول: "لابد من نهاية لكل حياة غير مناسبة ولا كريمة".

وبحسب تقارير، ارتفعت نسبة حالات الطلاق في اليمن بشكل عام ومثير للقلق خلال أعوام الصراع السياسي والحربي حيث بلغ 5 آلاف و4500 حالة طلاق فقط، أي أنها ارتفعت بنسبة 80 %، وتوضح المصادر أن 20 % منها بطلاق طبيعي، و70 % منها بطلب طلاق من الزوجة.

وأكدت دراسات المختصين والباحثين أن السبب الرئيس للطلاق والخلع هو الأزمة الاقتصادية وغياب فرص العمل وانخفاض الأجور ويصل ذلك بنسبة 90 % فيما أرجعت الدراسات 10 % إلى الخلافات الأسرية والخصومات والإرث والزواج المبكر.

الجدير بالذكر، أن قصة العشرينية فرح تنشر ضمن حملة 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة الذي تنفذه اللجنة الوطنية للمرأة بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة.

ويظهر من إحصائيات وبيانات الحكومة اليمنية والأمم المتحدة أن نحو 14 % من الفتيات في اليمن يتزوجن قبل بلوغ سن 15 عاما، و52 % يتزوجن قبل سن 18 عاما وفي بعض المناطق الريفية تتزوج الفتيات في سن يصل إلى 8 أعوام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى