من أنتم؟

> في قصة للتفكر والعبرة قيل إن ذئابا تضامنت مع النعاج لأن الراعي حبسها ولم يتركها ترتع في البراري تأكل من خشاش الأرض ومن متاع الدنيا ما لذ منها وطاب، فمنع عنها الشمس إلا من هواء يتخلل زوايا الزريبة، جاعت الذئاب فتجمعت حول الزريبة رافعة شعار (الرفق بالحيوان) محاولة ضمان وتأمين حرية النعاج ما أمكنها من قوة فتحمست معها النعاج وكسرت حاجز الزريبة ونالت حريتها بفضل دعوة الذئاب التي أمنت لها طريق الخلاص إلى فضاء الحرية لتتنفس معه الصعداء من ظلم الراعي.

وكعادته جاء لتفقد أحوال غنمه ولم يجدها فذهب إلى الوادي بحثا عنها ولم يعثر سوى على أشلاء ودماء وبقايا عظام متناثرة.

العبرة في الدعوة إلى الحرية المنفلتة إلى حد السذاجة أن تتدبر معناها وتتعلمه قبل أن تجربها وتخوض غمارها وأنت جاهل بما تحمله من معنى حقيقي غير محكوم بشروطها ومحاذير تطبيقها ولو من باب الاستفادة من درس حرية النعاج وخبث الذئاب المتربصة بجهلك.

الدرس لوحده يتكرر في كل زمان ومكان ومن لطائف الزمان أن نادرا ما تجد من يفهم أو يدرك بحدسه وحاسته مآلات ودوافع المستفيد من تلك الفوضى والانفلات حتى لا يقع ضحية التهور والجري وراء سراب إلا الفأر ( الجرذ ) وهو المخلوق الوحيد الذي كرس جهده وعقله وحواسه بل ونذر نفسه ليكون حقلا للتجارب تليه الحمير الناطقة بلسان الأنا ومن بعدي الطوفان .

من أنتم ؟

قالها زعيم عربي رحمة الله عليه ذات نشوة وكبر ولم يكبح جماح غروره للحظة فغدا بين ليلة وضحاها هو ومن معه كالعصف المأكول وجرد حتى من ملابسه ومسدسه المصنوع من الذهب الخالص .

متعتنا بالتداوي بعلاج الغرور هي متاهة الجهل بحد جريمته التي نرتكبها بحق شعوبنا وإن أفنينا عمر كراسينا بإقناع الآخر بأننا المستحيل وأن غيرنا هو الظاهرة متناسين في الوقت ذاته أنه ما باقي إلا وجه الله أما الكراسي إلى زوال وبئس المآل.

وفي فن صناعة الطاغية لا أعجب من قوم سلموا عقولهم ووظفوا ألسنتهم بسخاء العاطفة لمدح من لا يستحق ليقولوا فيه وعنه ما لم يقله مالك في أي مصلحة حتى تنقضي والسلام، قوم تقتله الـ "أنا" وروحه التي ما برأت من ذمتها تجاه أضعف الناس وربما نفسها المحرومة من أبسط مقومات الحياة الآدمية من خبز وماء ودواء إلى عدل إلهي وأمن وأمان والباقيات الصالحات.

والله المستعان

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى