مات صاحب مقال (الاستعمار الداخلي)

> يوم الثلاثاء الموافق 13 ديسمبر 2022م توقف نبض المفكر العربي البروفيسور أبوبكر السقاف صاحب المقال المطول الشهير (الاستعمار الداخلي) نُشر في صحيفة "الأيام" الأوسع انتشارا، وكان مقالا جريئا وشجاعا نشر في وقت نشوة المنتصر واجتياحه عدن 1994، ولكن شجاعة كاتب المقال ورئيس تحرير "الأيام" الجهبذ الأستاذ هشام باشراحيل طيب الله ثراه، ومدير تحرير "الأيام" الأستاذ تمام باشراحيل حفظه الله، الذين لا يبالون بجبروت الطاغية، جعلتهم يجاهرونه بما يكره.

فقد كان توقيت نشر المقال يحتاج إلى شجاعة نادرة في ذلك الوقت، والكل كان يعرف كيف كانت عدن بعد 7/ 7/ 1994م، وكان حقا مقالا أقوى من الرصاص عنوانه كان كافياً أن يوجع نظام صنعاء السابق، وكان الوجع الأكبر في المقال عندما شبه كاتب المقال الرئيس علي عبدالله صالح بأن حكمه إمامي وأنه (إمام ولكن لابس كوت وكرفتة) لا أتذكر نص الكلمات ولكن هكذا كان المحتوى.

أتذكر هذا المقال لأنه كان لي الشرف أن أكون المخرج الفني لهذه الصحيفة العريقة وقد قمت بالإخراج الفني لهذا المقال، لذلك لا يمكن أن أنسى قوته والضجة التي أحدثها، وبسبب هذا المقال أغلق نظام صنعاء صحيفة "الأيام" حوالي ثلاثة أشهر.

وأتذكر حادثة في نهاية تسعينيات القرن الماضي، بعد نشر مقال في "الأيام" باسم د. أبوبكر السقاف، حيث اتصل الأستاذ هشام باشراحيل رئيس التحرير طيب الله ثراه بسكرتير التحرير الزميل عيدروس باحشوان يخبره بأن الدكتور أبوبكر السقاف غاضب لإضافة كلمة دكتور بجانب اسمه في المقال، كان الدكتور السقاف لا يكتب اللقب العلمي (دكتور) في مقالاته، حيث أوضح لرئيس التحرير بأن اللقب العلمي يستخدم في الحرم الجامعي، هكذا كان فكر هذا المفكر.

وقد تعرض الدكتور السقاف لأبشع أنواع التعذيب بسبب كتاباته وانتقاداته ضد الظلم والاضطهاد والفساد وكان لا يخشى لومة لائم.

لقد عاش شريفا نزيها معلما للأجيال ماذا تعني الحرية والعدالة والمساواة في المجتمع.

رحل عن عالمنا إلى الرفيق الأعلى رحل إلى صديقيه هشام باشراحيل وعمر الجاوي طيب الله ثراهم جميعا.

* المخرج الفني السابق لصحيفة "الأيام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى