نصر هرهرة لـ"الأيام": السلاطين والقوى والنقابات يتحدثون عن استعادة دولة الجنوب

> حاوره/ عبدالقادر باراس:

>
  • الجنوب لكل أبنائه وبكل أبنائه وشكل الدولة القادمة فيدرالي
  • وجدنا مكونات بعض القوى مفرخة ومتناثرة في كيانات وليست لها رؤى
أهمية وجود مشروع وطني وشراكة حقيقية في أي دولة لا تأتي إلا بقناعات من أبنائه، وللتوصل إلى هذا المشروع الوطني والدور الهام الذي يقوم به فريق الحوار الوطني الجنوبي مع كل أبنائه والتفاهمات المطروحة هي الأساس المتين للشراكة المستقبلية من أجل بناء وحدة لكل الجنوبيين.

في حوار مع "الأيام" يستعرض الناطق الرسمي لفريق الحوار الوطني الجنوبي، نصر هرهرة، دور ومهام الفريق وحواراته مع مختلف المكونات والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني في الجنوب، وتقييم سير عمله، وتوحيد جهوده وقدرته على مواجهة تحديات، والمشكلات والعراقيل التي واجهت عمل الفريق، والخطوات القادمة في صياغة الميثاق الوطني الجنوبي.

> يلاحظ في بعض الأحيان أخذ مسمى الحوار الجنوبي - الجنوبي في وسائل الإعلام المختلفة سواء بحسن أو سوء نية.. مع أنه من الأفضل الأخذ بمسمى الحوار الوطني الجنوبي، حتى لا يخضع المسمى للتأويلات.. هل حصل خلاف في حواراتكم مع مختلف القوى والمكونات على المسميات وشكلت لكم مشكلة مع بقية الأطراف؟

- تسمية الحوار الوطني الجنوبي هي تسمية أشمل وأوضح، كانت هناك تداولات تتم حول موضوع الحوار الجنوبي – الجنوبي، وهذا المسمى لازال يتداول من قبل بعض الإعلاميين وبعض القوى على انه حوار جنوبي – جنوبي، وهذا يعطي مؤشر سلبي على مضمون الحوار وكأننا بين طرفين في الجنوب أو خلاف داخل الجنوب.

لكن عندما نسمي حوار وطني جنوبي هو يتكلم عن تبادل الآراء والمشورات فيما بين الجنوبيين بشكل عام. لهذا المسمى الأساسي هو الحوار الوطني الجنوبي وليس الحوار الجنوبي – الجنوبي.


> ماهو تقييمكم لسير اللقاءات والمواضيع التي طرحت من قبل المكونات والشخصيات الاجتماعية الجنوبية المتعلقة بسير عملية الحوار؟

- المواضيع التي طرحت هي متعددة وكثيرة جدا، النقطة الأساسية الأولى التي أستطيع أن أجزم مائة بالمائة فيها أن كل القوى السياسية التي التقيناهم وعقدنا حواراتنا معهم القوى السياسية من مختلف التشكيلات الاجتماعية والسياسية في الجنوب، أجمعوا الكل حول استعادة الدولة الجنوبية، ولا يوجد رأي برز لنا في جميع لقاءاتنا الحوارية معهم غير هذا الاتجاه، وهذه تعتبر نقلة توافقية تم التوافق عليها من قبل الجميع.

كما أن هناك موضوع آخر يتحدث حول شكل الدولة الجنوبية، وينبغي أن يكون بشكل فيدرالي، هذا ما أكدت عليه مختلف القوى السياسية خصوصا منظمات المجتمع المدني وتؤكد على ضرورة أن تكون شكل الدولة القادمة هو شكل فيدرالي.

كما توجد قضايا وإشكالات أخرى تم طرحها كقضايا منظمات المجتمع أو الاتحادات الإبداعية والمهنية، مثلا هناك نقابات واتحادات، كنقابة عمال اليمن يماثله اتحاد نقابات عمال الجنوب في قيد التشكيل، كما لدينا اتحاد نساء اليمن يقابله اتحاد نساء الجنوب، وبالمثل منظمة الصحفيين اليمنيين ومثلها الصحفيين الجنوبيين، وكذا اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين لدينا اتحاد أدباء الجنوب، هذا الوضع القائم يعتبر واحد من الإشكالات التي تتم الحوارات في اطارها بهدف الوصول إلى نتائج معينة، ومع ذلك وجدنا ان الكل يميل إلى الاتحادات الجنوبية المستقلة خاصة بالجنوب، لكن هناك إشكالية برزت في هذا الصدد وهي أن الاتحادات والنقابات اليمنية السابقة لها علاقة مع الاتحادات والنقابات العربية والعالمية ولديها عضوية في هذه الأطر ولو تركناها للآخرين معناه يتطلب منا عمل جديد، من أجل الوصول إلى هذه المنظمات والاتحادات.

نحن الآن في إطار خيارين، إما أن نستمر في المنظمات والاتحادات الإبداعية اليمنية وبالتالي الحفاظ على العضوية في المنظمات العربية والدولية، أو نستمر في بناء المنظمات والنقابات الجنوبية ونبحث مسألة تأطيرها في إطار المنظمات الإقليمية والعربية والدولية.

> ماهي أبرز العراقيل التي واجهت عمل فريق الحوار والسبل الممكنة لحلها للإسهام في تعزيز وحدة الصف الجنوبي؟

- لا توجد عراقيل حقيقية، التي تعيق نشاط لجنة الحوار أو توحيد الصف الجنوبي باستثناء مسائل ذاتية وأحيانا تصبح أنانية، لكن المشكلة الأساسية بأن هناك قوى ومكونات متعددة ليست لها رؤى، ومنها قوى لم تعقد حتى مؤتمرات لقياداتها او لفروعها في المحافظات، والبعض مكوناتها صغيرة جدا، لكن مهما كان الأمر حتى لو كان شخص واحد هو يمثل صوت نحن نسعى إليه، مثلما أشار الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، (من لم يأتِ إلينا سنذهب إليه)، لهذا نحن ذهبنا للحوار مع مختلف القوى الكبيرة منها والصغيرة، ومع التي لها دور في الساحة الجنوبية، وكذا مع المنظمات التي مازالت دورها محدود وغيرها، لكننا سنتحاور مع الجميع ولن نترك أحدا.

ووجدنا صعوبات أحيانا تتمثل في التفريخ الذي حصل في بعض المكونات السياسية هي تمتلك نفس الهدف والرؤية ولكن متناثرة في عدة كيانات، كما أن هناك مكونات سبق وأن انظمت داخل المجلس الانتقالي الجنوبي لكن بقيت عناصر معينة ظلت مع نفسها تطالب بحوارات مع المجلس الانتقالي، بينما أغلب قياداتها الرئيسية هي منخرطة في المجلس الانتقالي الجنوبي، هذه واحدة من الإشكاليات، تلك الإشكالات إن شاء الله ستحل مع العملية الحوارية بتنوع وطرح المقترحات والآراء.

جرت مناقشات في محافظة حضرموت ووجدنا في داخل صفوف المجتمع شحن من قبل بعض القوى، وبدأت هناك تظهر اصوات تتعلق بما يسمونه بدولة حضرموت أو استقلال حضرموت، لكن عندما سمع الحوار وسمع النقاش وفتح المجالات امامه أعاد النظر، وقال انه لم يكونوا يتصوروا بأن تفكيركم هو هذا، وطالما تفكيركم بهذا الشكل على أن حضرموت ستكون إقليم مستقل وستعطى له إمكانياته وموارده يتصرف بها، نحن مع هذا الاتجاه ولا نريد غير هذا الاتجاه، كذلك الحال في سقطرى والمهرة نفس العملية وصار نفس الاتجاه، هل نقول بأن هناك عراقيل تزرع وتصطنع لكنها سرعان ما تذوب من خلال الحوارات والنقاشات.

> تأكيد للمبدأ المعلن للحوار بأن الجنوب لكل أبنائه.. إلى أي مدى شمل الحوار كافة الرقعة الجغرافية للجنوب؟

- مثلما اشرت في سؤالك بأن الجنوب لكل أبنائه وبكل أبنائه، وعلى هذا المبدأ، نحن حتى الآن أجرينا حوارات ما يقرب من مائة لقاء حواري مع مختلف القوى السياسية والمكونات المجتمعية في معظم رقعة الجنوب ولا توجد أي محافظة إلاّ وزرناها لإجراء الحوار، عدا وادي حضرموت لم نزرها كما تعرفون نتيجة الإشكالات الموجودة، والتظاهرات والاحتجاجات الشعبية ضد المنطقة العسكرية الأولى، لهذا أجلنا اللقاء هناك، ولدينا برنامج سنستكملها، زرنا جميع المحافظات بل وصلنا إلى مختلف المديريات وكثير من المناطق والتقينا بسلطاتها المحلية وبمكوناتها السياسية وشخصياتها الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني، حتى التقينا بالسلاطين والأمراء والمشايخ جميعهم أكانوا بالداخل أو بالخارج ومع كل القوى من خلال فريقنا بالخارج الذي يعمل بشكل متكامل، حاليا نحن على مشارف الانتهاء من هذه اللقاءات.

> كم عدد المكونات الرئيسية التي أجرت حواراتها مع فريق الحوار الوطني؟

- المكونات الرئيسية حاليا تقريبا وصلنا إلى ما يقارب خمسة وعشرون مكونا سياسيا، بعض منها مكونات كبيرة والأخرى صغيرة، كما أن بعضها جديدة وأخرى انظمت للمجلس الانتقالي وأخرى لم تدخل معها، ومنها أيضا مكونات ليس لديها علاقة واضحة، تقريبا كل المكونات السياسية تم اللقاء والتحاور معها باستثناء مكون سياسي واحد لكن هناك مساعي للذهاب إليه، أعتقد أن الكل على هذا الاتجاه، والأمور تسير على أساس استكمال كل المكونات السياسية.

> المكونات التي التقيتم معها، هل قدموا طلبات؟

- حتى الآن لا توجد مطالب تعجيزية من القوى السياسية، كل من حاورناهم، حواراتهم كانت معهم بروح متصالحة ومتسامحة وبأخلاق عالية وبتفكير جنوبي موحد للوصول إلى استعادة دولة الجنوب.

وأهم ما طرحوه من قضايا حاليا كانت تصب في تحسين الأوضاع والمستوى المعيشي، يسألوننا إلى أين ذاهبون، وأنه لا يمكن أن يستمر تدهور الوضع المعيشي، مطالبينا بمعالجة الوضع القائم ونحن معهم في هذا الاتجاه.

حتى المكونات السياسية التي كنا نعتقد أنها لا زالت تفكر في موضوع اليمننة والوحدة، قال لنا البعض حتى إذا تخلى المجلس الانتقالي على استعادة دولة الجنوب نحن سنظل متمسكين فيها وهي من القوى التي كنا نشعر نحن في حالة خلاف كبير معها.

> هل أنتم متفائلون بنتائج حواراتكم مع مختلف الأطراف في الداخل والخارج؟

- نشعر بتفاؤل كبير جدا، اكانت النقاشات التي جرت في الخارج، أحب أن أطمئن الجميع أن اللقاءات التي جرت في الخارج منها ما تم مع سلاطين ومشايخ وأمراء وهم أغلبهم عاشوا في الخارج لفترات طويلة، لقاءاتنا معهم لم نجد أحد منهم تحدث عن استعادة مشيخته أو سلطنته أو كيانه السياسي، الجميع تكلم عن الجنوب في استعادة دولته دولة النظام والقانون، كذلك القوى السياسية المختلفة الموجودة في الخارج، وفي الأخير انتقل الحوار أتوماتيكي إلى الداخل وحاليا يشكل أكثر ثقل.

ولا توجد إشكاليات أو أي صعوبات ونحن بصدد ترتيب الأمور، وستكون لدينا لقاءات تمهيدية مع بداية العام المقبل، فقط حاليا نقوم بترتيبات أولية، وستكون لدينا فيما بعد مع القوى ورؤساء المكونات السياسية وإن شاء الله الأمور ماضية إلى الامام.

> في حواراتكم مع مختلف الأطراف الجنوبية هل بحثتم عن رؤية مشتركة لصياغة ميثاق وطني جنوبي..؟ وهل تم البدء بالخطوات العملية في صياغة الميثاق الوطني كمرجعية هامة لتنظيم الشراكة الجنوبية في اتخاذ القرار السياسي وادارة الخلافات السياسية بصورة حضارية في حال وجدت؟

- فيما يتعلق بموضوع صياغة الميثاق الوطني الجنوبي، سبق أن ناقشناه ورأينا انه لا يمكن أن نأتي بشي جاهز وندعو الناس ليبصموا عليه، الناس تريد المشاركة في صياغة أي وثيقة أو أي شيء جديد حتى أيضا في صناعته، لكن وضعنا أسس ومبادئ عامة للميثاق الوطني، يمكن أن أسميها ثلاث محطات أو نقاط او أبواب للميثاق، يمكن ان تكون بهذه الصيغة.

النقطة الأولى هي موضوع الصراعات السابقة التي حدثت في الجنوب، ويمننة الجنوب منذ الخمسينيات وحتى اليوم، تلك الصراعات لا زالت تجر ذيولها ويجب علينا ألا نضع رؤوسنا في الرمل، حقيقة هناك مشاكل موجودة.

في العام 2006م في جمعية ردفان تم إعلان مشروع التصالح والتسامح الجنوبي وهذا بالنسبة لنا مبدأ رئيسي والذي بني على أساسه الحراك الجنوبي السلمي، وحاليا نحن نتبنى هذا الأمر، لهذا نريد ان نعمل قطيعة مع الماضي من خلال التصالح والتسامح ولكن في نفس الوقت لا ننسى أن هناك أناس تضرروا في ممتلكاتهم وارواحهم، أمور كثيرة جدا ينبغي معالجة كل تلك القضايا، ولا نكون عفويين بمجرد إعلان التصالح والتسامح كمسمى، ولابد من وجود العدالة الانتقالية أو ما يسمى بقانون العدالة الانتقالية وجبر الضرر، هذه الأمور يجب أن تعالج، لكن هل نستطيع اليوم أن نعمل قانون نجبر الضرر للناس المتضررين ونحن لا نمتلك دولة، بالتأكيد لا نستطيع، هذا الموضوع لن يتم إلا إذا وجدت دولة، وعندما نصبح دولة قائمة بذاتها تستطيع أن تصدر مثل هذا القانون وتدافع عنه وتطبقه في نفس الوقت، لكن ماذا يمكننا اليوم أن نعمله، اليوم هناك أناس تضرروا معنويا، يمكننا العمل على جبر الضرر للناس الذين تضرروا خلال السنوات السابقة وفق مبدأ التسامح والتصالح نعمل على جبر الضرر المعنوي ونتفق على تأجيل جبر الضرر المادي للذين تضرروا في المراحل السابقة إلى ان تأتي دولتنا بحيث نستطيع أن نصدر قانون وإلى آخره.

أما المحطة الثانية الذي نراه أنه يجب أن يشملها الميثاق الوطني هو كيفية رفع الضرر الحالي، حقيقة هناك أضرار حالية تمارس سواءً كان فيما بيننا البين أو أضرار من خارجنا، فبالتأكيد من أجل ألا نأتي بعد فترة طويلة ونعالج موضوع الضرر الذي نمارسه الآن، يجب أن ننهي الضرر الحالي من الممارسات الخاطئة سواءً التي تتم من أجهزة الأمن أو من ممارسة المواطنين سواءً كانت ممارسات لحقوق الإنسان في الظرف الراهن يجب أن ترافق عملية الحوار تلك الإجراءات، وفي نفس الوقت الميثاق الوطني يجب أن يشتمل كيف يمكننا أن نعمل على استكمال تحرير الوطن الجنوب، يجب أن نوحد كل الجنوبيين ونرص صفوفهم في سبيل استكمال تحرير وادي حضرموت، والمهرة، ومكيراس، وبالتالي نسّيج الجنوب بدفاعات قوية بحيث تستطيع تدافع عن الوطن من أي تفكير لغزوات جديدة أكانت من حكام صنعاء أو مراكز النفوذ أو من القوى الأخرى سواء كانت منظمات إرهابية أو قوى احتلالية.

الاتجاه الثالث أو النقطة الثالثة التي ينبغي أن يتضمنها الميثاق الوطني هو، ما هو المستقبل الذي نمضي إليه، هل سنعود الوضع الذي كنا فيه قبل 22 مايو 1990م أو إلى وضع ما بعد 22 مايو 1990م وما هو المستقبل الذي يمكن أن يعيش فيه الجنوبيين، وما هو شكل الدولة والنظام السياسي، وما طبيعة الوضع الاقتصادي هل اقتصاد مخطط أو حر، وبماذا نفكر بالمستقبل، يجب أن نطمن الناس، لهذا يجب أن يشمل الميثاق الوطني على رؤية واضحة ودقيقة لشكل الدولة وطبيعة النظام السياسي والاقتصاد الوطني حتى نطمن الناس إلى أين هم ذاهبون، وما هو المستقبل الذي ننشده.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى