​ضغوطات إقليمية تجبر صنعاء على تقديم تنازلات بينها المرتبات

> «الأيام» غرفة الأخبار:

>
​أبدت جماعة الحوثي بعض المرونة في الآونة الأخيرة، وهو ما يظهر في تغير خطابها الإعلامي، وفي تلميحات قياداتها ببعض التنازلات فيما يتعلق بالاشتراطات التي رسمتها في السابق حيال تجديد الهدنة الإنسانية، الأمر الذي يشيع بعض التفاؤل حيال جهود الوساطة التي تبذلها سلطنة عمان.

واستأنفت مسقط مؤخرا محاولاتها لتذليل الخلافات بين جماعة الحوثي والسلطة الشرعية في اليمن، وقامت السلطنة بإرسال وفد لها إلى العاصمة صنعاء حيث التقى بزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي وبعدد من قيادات المجلس الأعلى السياسي.
وتلا تلك الزيارة التي استمرت خمسة أيام لقاء جرى في العاصمة مسقط بين وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان ووفد حوثي.

والأحد، قال كبير المفاوضين الحوثيين والمتحدث الرسمي باسم الجماعة محمد عبدالسلام، إن جماعته ترغب في الذهاب إلى مرحلة واضحة سواء عبر هدنة مؤقتة أو وقف دائم لإطلاق النار.

وأضاف عبدالسلام أن الجماعة طرحت رؤيتها بخصوص هذه المرحلة على طاولة الوسيط العماني، والتي تتضمن عددا من النقاط في مقدمتها صرف رواتب الموظفين وفقا لكشوفات عام 2014، إضافة إلى فتح الطرق المغلقة.
وعلى عكس المرات السابقة أسقط كبير المفاوضين الحوثيين شرط أن تشمل الرواتب جميع العاملين، بمن في ذلك المقاتلون الذين ينتمون إلى الجماعة.

وكانت تلك النقطة محل خلاف ورفض شديد من قبل السلطة الشرعية، وقد وصفها المجتمع الدولي بالتعجيزية، حيث إنه من المستحيل أن تقبل السلطة دعم الميليشيات التي تقاتلها على الأرض.

وقال القيادي الحوثي عبدالسلام إن "أي هدنة يتم العمل عليها يجب أن يتم فيها توسيع الشروط والاستحقاقات الإنسانية"، مطالبا "بسرعة إنهاء الأزمة الإنسانية في اليمن وأن يكون هناك حل للجانب الإنساني".

وأضاف في تصريحات، نقلتها قناة المسيرة الناطقة باسم الحوثيين، أن أي حل قادم يجب أن يتضمن أيضا فتح المطارات والموانئ والطرق المغلقة، إضافة إلى الإفراج عن كل الأسرى ومعالجة الملف الإنساني بشكل كامل.
ودعا عبدالسلام إلى ضرورة فصل كل ما هو عسكري وسياسي عن الملف الإنساني.

ويختلف المراقبون حيال دوافع هذا التغير في موقف الحوثيين، فهناك من يرى أن ذلك جاء نتيجة التحركات العمانية، في المقابل يرى آخرون أن التصريحات الجديدة لعبدالسلام لا تعدو كونها مناورة سياسية من جانب المتمردين مع تصاعد الضغوط الدولية وتنامي الاحتقان الشعبي في مناطق سيطرتهم بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

وتشهد العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات الواقعة تحت هيمنة الحوثيين تململا شعبيا، وسط مؤشرات على كسر اليمنيين لحاجز الخوف، الأمر الذي يثير قلق الجماعة الموالية لإيران، ويدفعها إلى شن حملة اعتقالات واسعة في صفوف النشطاء.
وقالت الحكومة اليمنية الجمعة، إن جماعة الحوثي نفذت خلال الأيام الماضية حملة اعتقالات واسعة طالت إعلاميين وصحافيين ونشطاء.

وأكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني في بيان، أن هذه الحملة التي وصفها بـ "المسعورة" تذكّر بما يمارسه نظام الملالي من أعمال قمع وتنكيل بالمحتجين من شباب وفتيات وأطفال إيران، والتي فشلت في إخماد انتفاضتهم وأشعلت الغضب الشعبي في كل المحافظات الإيرانية.
وندد وزير الإعلام اليمني بحالة الصمت الدولي إزاء جرائم الاختطاف والإخفاء القسري لصحافيين وإعلاميين ونشطاء، مطالبا بموقف واضح يرقى إلى حجم الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها جماعة الحوثي بحق المواطنين في مناطق سيطرتها، وملاحقة ومحاسبة المسؤولين عنها من قيادات وعناصر الجماعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى