وجهان معبران وكفى

> لعل القارئ الكريم يتذكر وجه الشاعر العبقري عبدالله البردوني - رحمة الله عليه - أثناء مشاركته لمهرجان المربد في العراق مطلع سبعينات القرن المنصرم.

كيف أجابهم حينما سألوه عن اليمن، فقال انظروا إلى وجهي لتعرفوا اليمن، إجابة شافية وكافية، رغم عدم شيوع الفساد السياسي والاقتصادي ذلك الوقت.

وجهه عليه آثار الجدري التي جعلته أشبه ما يكون بلوحة اخترقتها مئات الطلقات.

وضع يعبر عن الأمراض كما قال عن صنعاء (مليحة عاشقاها السل والجرب ). وضع وحالة البردوني - رحمة الله عليه - وجوابه ومشاركته لم تحظَ بالتغطية الكبيرة لمحدودية التواصل في ذلك القرن الفارط، وقلة قليلة من المثقفين اطلعوا على تلك الحالة أثناء فعالية مهرجان المربد في العراق الشقيق .

واليوم نرى وجه آخر يعبر عن لؤم وخسة الفساد ومرتكبيه، وجه معبر في زمن العالم فيه أصبح قرية صغيرة، وأبسط حادثة ستراها وقد انتشرت في الميديا انتشار النار في الهشيم.

وجه معبر ولكن عن وضع أشد سوداوية من زمن عبدالله البردوني رحمة الله عليه.

زمن الفساد الذي افترس كل شيء.

لاعب من الشباب الموهوبين لا يجد حامي الساق والركبة ؟! أي وضع مزري أوصلنا الفاسدون إليه ؟؟

لم يعد هناك حياء ولا ماء في وجوه المعنيين بالأمر.

لقد أوصلونا إلى هذا الموقف التعيس ولم تهتز لهم شعرة، فكيف تسنى لهم الذهاب وأحد لاعبي المنتخب لا يجد واقي الساق والركبة.

هذه صورة تعكس أن القائمين قد فقدوا الإحساس وهم يدركون أن العالم من شرقه إلى غربه يشاهد الحدث الذي جعل قلوب الناس الطيبين وهم بالملايين يعتصرها الألم وتتمنى لو تتاح لها الفرصة لتبصق في وجوه القائمين على إدارة المنتخب.

وجهان معبران، الأول لزمن مضى ولم يشعر بتلك الحادثة اللطيفة للشاعر المرحوم عبدالله البردوني وذكائه وفطنته في الرد على زملاء من الشعراء الوافدين لمهرجان الشعر العربي في المربد بالعراق الشقيق إلا القلة .. وكيف كان المرحوم موفقا بالرد الحصيف والصادق ..

والوجه الثاني معبرا عن فضيحة لا تُنسى لإدارة المنتخب والذي لم يعتنِ باللاعبين وماذا ينقصهم قبل سفرهم للعراق الشقيق.

تلكما حادثتان يفصلهما فارق زمني 53عاما تقريبا، لكن البلد هو البلد ذاته مع فارق أن العراق في الزمن الأول كان أفضل وضعا من اليمن والآن أصبح البلدان يعيشان ذات الوضع المزري تقريبا.

هل بالإمكان أن نرى نوع من المصداقية والإخلاص والضمائر في الاهتمام بالنشئة والمنتخبات على الأقل في مناسبات دولية كل شيء يحدث فيها مكشوف للملأ، أكان جميلا أم قبيحا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى