رصاصة الرحمة على ميناء عدن

> تلك هي معالجات الحكومة المرتقبة للوضع الاقتصادي، أذكر قبل اتخاذ هذا القرار الكارثي ما تناقلته وسائل الإعلام من اجتماعات مكثفة للوزراء والمجلس الرئاسي بهدف اتخاذ جملة معالجات تهدف لوضع حد لتدهور العملة وتشجيع القطاع الخاص، وغيرها من المعالجات الكلامية التي مللنا من تكرارها على مسامعنا دون فائدة.

فجأة تطلق رصاصة الرحمة على ميناء عدن والجنوب عموما بقرار رفع سعر الدولار الجمركي من 500 % إلى 750 % ما يشكل ارتفاع كارثي في سعر كافة المواد المستوردة، على رأسها المواد الغذائية التي ستصبح جدا متعذرة على أغلبية السكان، بل جعل تكلفة ميناء عدن هي الأكبر بالنسبة للموانئ المجاورة، فهل هو كافٍ ووافٍ لإخراج ميناء عدن من الخدمة؟

أظن الحال كذلك تماما ولكن الهدف حسب تقديري يحمل مضامين عدة، أما الفوضى العارمة وهذا ما يتوقعوه من القرار أن تكون الجنوب أمام تحديات تحدث الخلط ويفقد ما بقيت من مساحة امان، أنه قرار التجويع الواضح وإجهاض أي محاولات لتلافي الأوضاع الحياتية الصعبة، المثير أن الخاسفة تتبعها الراجفة في قرارات كهذه، فأسعار النقل ارتفعت 40 % والكهرباء بارتفاعات متدحرجة، فعليكم أن تتوقعوا كم سيصل سعر كيس الدقيق، وعليه تقاس المواد الأخرى الضرورية بمعنى، رفع سعر الدولار الجمركي يعني ارتفاع في كل جوانب المعيشة وارتفاع الصرف، ولكي تبدو الكارثة مخففة من وجهة نظر الحكماء اختاروا الدولار الجمركي كما لو أننا لا نستورد إلا بعض الكماليات في حين أن معظم ما نستهلكه هي مواد مستوردة.

ثم أن توقيت القرار أيضا يعطي مؤشرات واضحة عن غياب نوايا أي معالجات من قبل الحكومة التي هي بمعزل تماما عن معاناة الناس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى