البحث عن السلام أفضل من العمالة والاسترزاق

> خطوات المملكة العربية السعودية الجادة لوقف الحرب في اليمن مطلب أساسي وملح بعد ثمان سنوات عجاف أضرت بالإنسان اليمني ضررا بالغا لم تشهد مثله اليمن في تاريخها المعاصر والحديث.

إن هذه الحرب لم تضر باليمن وشعبه الصلب والصابر، بل قد أضرت بالتحالف نفسه وعلى رأسه المملكة العربية السعودية والمنطقة برمتها، ومن هنا يأتي الترحيب بالجهود التي تقوم بها المملكة السعودية المباشرة بالحوار مع قيادة صنعاء للخروج جميعا من مأزق الحرب وتداعياتها التي أضرت بجميع الأطراف.

ولعل الدخول في الحوار المباشر أفضل وأجدى من اعتماد الأشقاء على وكلاء لهم من اليمنيين، وأثبتت الأحداث التاريخية أن المصالحة بين الجمهوريين والملكيين عدم جدوى مثل توجه كهذا، لاعتماده على ركائز لا هم لها سوى مصالحها وما تتلقاه من الشقيقة من أموال، وتعمل على استمرار الأوضاع غير المستقرة أصلا ليستمر الريال السعودي بالتدفق إلى جيوبها دون أي فائدة للشعبين اليمني والسعودي.

فعبر هذه الأساليب الرخيصة من العمالة الواضحة عانى الشعب اليمني طويلا وتعرض للإذلال والمهانة، وكانت الحرب الأخيرة الأبشع في تاريخه، من ناحية تجويعه وتمزيقه وتفتيته وتشريده دون أن نرى في الأفق ما يساعد أو يدفع لإخراجه من الأحوال السيئة والمميتة التي وصلنا إليها، لأن ركائز العملاء والمستفيدين من الوضع الحالي وأمراء الحرب لا يريدون منا الخروج من الحرب سالمين طالما الضخ المالي المشبوه مستمر.

وإذ تتجه المملكة الشقيقة إلى تغليب المصالح المشتركة مع جارتها وشقيقتها اليمن وتبادر -كما نتمنى ونأمل- إلى وقف نزيف الدم فإنها تعود إلى جادة الصواب وتساعد اليمن على تضميد جراحه وإعادة إعماره وتأهيليه للعودة إلى لعب دوره المتكافئ في المنطقة عونا لإخوانه في العروبة والدين لا حربا عليهم.

على الشقيقة السعودية أن تنفض يدها من العملاء اليمنيين المستنفعين من الأموال غير المشروعة على حساب وطن وشعب بأكمله، وتتجه إلى زرع علاقات متكافئة ندية مع الشعب نفسه، وذلك فائدة لها بعد أن فشلت العمالة في تحقيق أي شيء سوى إطالة أمد الحروب التي تضر بكل المشاركين فيها، ولا يفوتني هنا أن أتوجه بالشكر وجزيل الامتنان للشقيقة سلطنة عمان على كل مساعيها الحميدة لوقف نزيف الحرب وتقريب وجهات النظر بما يخدم جميع الأطراف اليمنية والسعودية ومنطقة الخليج.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى