المدينة التي تعبت من الضوضاء

> من المحال أن نحقق أدنى مستوى من الكمال في أي ثورة إصلاح فيها عدد الحمقى ما يفوق عدد العقلاء وزيادة.

إصرارنا على تغيير السلوك النمطي لمجتمع في الغالب ملوث حتى الثمالة هي مسألة فيها من النظر إلى الغريزة المسيطرة على الفكر المتداول بين الناس على اختلاف مشاربهم، بل مدارك بعض من ودعوا حياة النظام للانتقال إلى مسرح الفوضى و(الدحبشة) بالتكيف مع العادات الدخيلة والطارئة وعدم احترام القوانين، ناهيكم عن الآداب العامة ومنها ما يربطنا بالسلوك الإنساني السوي.

وفي معرض كلامنا عن الاحتذاء لا شيء يقدمنا عند الآخرين في صورة تستحق الذكر لطالما ومخرجات التعليم في وطني معطلة إلى أجل غير مسمى، لا كتاب يقرأ ولا معلم يشار له بالبنان إلا وأصابوه في مقتل، ولا مناهج مقررة ولا نظام تعليمي يرقى إلى مستوى يحقق الكفاف لتنشئة جيل يستحق الاحترام إلا من رحم ربي.

(كاد المعلم أن يكون رسولا) عبارة في مستهلها رفع من قدر المعلم وتبجيل مقامه، وما أن أوشك على أن (يكون) حتى خذلوه في رزقه ولم يفعل شيئا كما ينبغي.

ولعلي هنا أقترب من الجواب على أسئلة قيد النظر فيها أمام معوقات مفتعلة تسيئ لهذا الجيل ولمقام المعلم وهيبته ومكانته وهو يستفز في لقمة عيشه ومصدر رزقه الوحيد.

هي الأسئلة ذاتها على لسان أخي وصديقي التربوي القدير الأستاذ صالح علي الحميقاني الذي ما أن أقابله حتى يوجه لي اللوم والعتب، لأنني وغيري ممن يكتبون في المنابر لم نطرق يوما باب التعليم أكثر من تعرضنا لعورات الساسة وأدوات الصراع ومناقب الرفاق لعلنا نترك أثرا أو نحرك عتبة هذا الصرح لاستفزاز من به غيرة عليه، وما لبث أن أصبح القائمون عليه سوى مجرد دمى وأدوات سياسية رخيصة لتنفيذ أجندات ورؤى من شأنها خلق جيل بليد لا يفرق بين الألف وكوز الذرة، جيل لا يفتش عن العلم والتعليم بقدر البحث عن وصفة سحرية تعيق ذهنه عن التفكير بـ (بكرة)، ناهيكم عن مستقبله الموعود بالضياع.

تتعرض البلدان في معظمها للنكبات والكوارث، فيجدون أول الحلول وأسرعها لإنقاذ التعليم ويقابلون بها الكوارث بالتحدي والإصرار على هزيمتها وعدم الاستسلام لها متجاوزين النكبات منها بالتعليم عن بعد إلا في اليمن نخلق الكوارث ونستعد للنكبات استعدادنا لنتعلم منها فن الاستفادة من الدعم والارتزاق والتكسب على حساب كرامتنا ومستقبل أولادنا، والله المستعان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى