سيناريوهات معقدة.. ماذا تريد الرياض من المحادثات مع الحوثيين؟

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> يرى مراقبون أن نجاح المفاوضات بين الرياض والحوثيين سيكون إيذانا ببدء مرحلة جديدة، انطلاقا من حاجة الأولى للهدنة أو التهدئة المؤقتة.

لا يزال الحديث متواصلا عن المحادثات بين السعودية وجماعة الحوثي، في الوقت الذي يحيط فيه الغموض بتفاصيلها، وسط معلومات متداولة عن حصول اختراق فيها، وهو ما يثير علامات استفهام وتساؤلات عدة منها: هل تمهد هذه الجولة من النقاشات إلى تطبيع الرياض علاقاتها مع الحوثيين؟ وما انعكاساتها على الداخل اليمني؟

وقال الكاتب والباحث اليمني، فهد سلطان، إن السعودية وصلت إلى مرحلة النهاية من تحقيق أهدافها غير المعلنة في اليمن، المتمثلة في احتواء الثورة (ثورة 11 فبراير 2011 ضد نظام صالح) إلى جانب أهداف أخرى كثيرة.

وأضاف سلطان تصريح لموقع"عربي21": كما أن السعودية ومع التحول الجديد إلى دولة اقتصادية وتوجه 2030 من الضروري لها أن تنهي الحرب في اليمن وتبدأ بمرحلة جديدة، مستطردا: "الذي يجري في هذه الأثناء هو العودة إلى اتفاق 2014 الذي حاولت جماعة الحوثي الخروج عنه، فيما هو لا يزال أساسا في كل اللقاءات والحوار بين الطرفين".

وتابع: هذا الاتفاق كان يقضي بتسلم جماعة الحوثي شمال اليمن وإبقاء الجنوب بعيدا، وعندما تجاوز ما تم الاتفاق عليه تشكلت عاصفة الحزم وتم تحرير المناطق الجنوبية إلى الحدود الشطرية حيث الاتفاق.

وقال، إنه عندما فشل الحوثي خلال سنوات الحرب في تجاوز أطماعه عاد صاغرا للاتفاق والبناء عليه، وخاصة مع المخاطر التي أوصلها له التحالف عندما كانت الشرعية على تخوم صنعاء.

ورأى الباحث اليمني أن المملكة ترى أن الحوثي هو الخيار الأنسب لها من باقي التيارات اليمنية، كونها جماعة لا تؤمن بالجمهورية ولا بالديمقراطية ولا بالحريات، مؤكدا أن طبيعة النظام الحوثي في السلطة يتوافق مع مشتركات كثيرة مع السعودية، فضلا عن أن الحوثي سيبقي اليمن مجزأ ومقسما وضعيفا.

ومنذ أسابيع، يشهد اليمن، حراكا سياسيا نشطا، في محاولة لتحريك حالة الجمود والإعلان عن هدن طويلة الأمد، من شأنها أن تقود إلى تسوية شاملة للحرب الدامية منذ 8 سنوات.

وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس جروندبرج، قد أعلن في وقت سابق الشهر الحالي، أنه يشعر بالتفاؤل حيال "تكثيف المحادثات" للتوصل إلى هدنة جديدة، رغم إعرابه عن قلقه من خطر تجدد النزاع.

وقال: "نحن نرى احتمال تغيير جذري في مسار هذا النزاع المستمر منذ ثماني سنوات"، وهو احتمال "لا يجب إهداره، ويتطلب إجراءات مسؤولة".

وفي الأسابيع الماضية، وصل وفد عماني رسمي إلى صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، في سياق جهود الوساطة التي تقودها مسقط بين جماعة الحوثيين والمملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي، للتوصل إلى حل سياسي للصراع الذي يمزق اليمن وتسبب في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى