​أنا بلا عمل إذا أنا بلا عشاء

> اقتضى الأمر اليوم أن أتحرى دقة ما أكتبه على نقيض ما قد يفهم من معنى دون أن يقتفي أثري سائل قرأ ما قرأه عني ليخرج من صفحتي خالي الوفاض يضرب كفا بكف متحسبنا يتمتم بعبارات لا معنى لها ولا لزوم لشرحها احتراما لذائقة القارئ.
من السهل أن أسترسل في الكتابة عن كرم رجال طي من أبناء ديرتي العامرة بالخير إنما الإعجاز أن أكتب عن جائع أرهق معدته الماء وبقايا فضلات أكل مما يشتهون.

الاستسقاء أن تدعو ربك يشاركك أهل القرية في صلاة قصيرة يدر الله عليك الماء مدرارا لتسقي أرضك وحلالك وتروي مزارعك بلا ماطور يعمل بالديزل ولا كهرباء بالشيء الفلاني، بينما الجائع لا يشاركه أحد صلاته ليدعو له وعنه بأن يرزقه الله من حيث لا يحتسب.

ومن ضيق الحال تأخذ البعض الحاجة إلى ذل السؤال وطلب المعونة فيما المتعفف منهم يقضي بين أربعة جدران يتلوى هو وأسرته إلا من جار يتقي ربه قد يسعفه ويكفيه ذل الحاجة وضيق ذات اليد ومهانة الاستجداء (للي يسوى وإللي ما يسواش).

إن الدفع بنوائب الزمان لا تعني أن أتخلى عن جاري أو صديقي أو قريبي، فما حز لحمه اليوم قد يصل إلى عظمي غدا فما أحوجنا إلى التراحم أو كما قال الشاعر:
وكم ذدت عني من تحامل حادث
 وسورة أيام حززن إلى العظم
وما دون ذلك ممن لا علاقة لهم بالسائل والمحروم من ممتهني حرفة التسول بالوراثة وما أكثرهم من الهم على القلب فلا تعره اهتمامك لطالما ورزقه تحت ظل لسانه وسيأخذ حقه من عينك وبرضاك شئت أم أبيت ولهذا نوصيك بالجار الأولى بالشفاعة والأقربون أولى بالمعروف.

ما أحوجنا إلى تذكر قصة الامرأة الأسيرة التي وقفت لتقول للرسول عليه الصلاة والسلام يا رسول الله: هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك، وخل عني ولا تشمت بي أحياء العرب فإن أبي كان سيد قومي يفك العاني ويعفو عن الجاني ويحفظ الجار ويحمي الديار، ويفرج عن المكروب، ويطعم الطعام ويفشي السلام ويحمل الكل (الضعيف) ويعين على نوائب الدنيا، وما أتاه أحد بحاجة فرده خائبا، أنا ابنة حاتم الطائي.
الله لا هان عزيز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى