​تعامل السعودية مع الحوثي بندية قد يدفع الجنوب إلى إعلان الانفصال

> "الأيام" غرفة الأخبار:

> تمارس السعودية ضغوطا لإزاحة قوات الانتقالي من وادي حضرموت، رافق ذلك إصدار الرئيس العليمي قرارا رئاسيا بتشكيل قوات "درع الوطن" المدعومة سعوديا، وهي خطوة تأتي في إطار تحجيم دور القوات الجنوبية المدعومة من الإمارات.

وتأتي محاولة سلطنة عُمان لإيجاد صيغة توافقية بين مليشيا الحوثي والسعودية، بالتزامن مع وجود فجوة واضحة في العلاقات بين السعودية والإمارات، حيث يرى مراقبون أن الصدام بين بعض المكوِّنات الأمنية والعسكرية في أبين، وتصعيد الانتقالي في حضرموت، ليس سوى مؤشرات على مدى الخلاف بين الرياض وأبو ظبي.

يقول نائب المدير التنفيذي في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، أسامة روحاني إنه "من المتوقع أن السياسية السعودية اليوم تريد الخروج من هذه الحرب بأي طريقة ممكنة، ليس الخروج كليا، وإنما على الأقل تأمين حدودها الجنوبية، وهذا القرار يبدو أنه يتوجَّه دون وضع أي حسابات لما هي الطريقة، وما الذي يمكن أن ينتج بشكل سلبي على هذه المباحثات".

وأضاف في تصريحات صحفية نشرها موقع الخليج نيوز "هذه الندية مع مليشيا الحوثي هي ليست فقط مصدر إزعاج للقوى المحلية الأخرى، وليست فقط مصدرا لتعزيز بقاء مليشيا الحوثي بهذه الطريقة وإعطائها نوعا من الشرعية في مثل هكذا تعامل، وإنما قد تؤثر فعلا حتى على كيفية التعامل مع الأطراف اليمنية، بشكل رئيسي، لا سيما انزعاج شريك السعودية الرئيسي (الإمارات)، التي هي منزعجة فعلا من هكذا تواصل قد يفقدها نفوذها في اليمن، وهي الجزئية الأخرى التي تتنافس فيها مع السعودية".

وأشار إلى أن "هذا النوع من الندية مع مليشيا الحوثي قد يؤثر على التوسع الإماراتي عبر حلفائها المحليين".

وأضاف: "لا أعتقد أن الأمريكان يدعمون الجهود السعودية بشكل أو بآخر، فالدور الأمريكي في هذه الفترة غير مرئي وغير نشط، وكما شاهدنا عندما كانت تحدث المباحثات المباشرة بين السعودية ومليشيا الحوثي في صنعاء، أصدر الرئيس بايدن بيانا أدان فيه الضربات الحوثية على الإمارات، وهذا يعني أن المواقف الدولية بدأت بالتباين وعدم التوحد تجاه اليمن، وهو ما سيحدث إرباكا على المستويين الدولي والإقليمي".

وتابع: "إذا نظرنا إلى معادلة توسع النفوذ لدى السعودية والإمارات، نجد أن الإمارات فعلا توسعها في معظم المناطق المحررة، والسعودية اليوم تحاول منع هذا النوع من التمدد والنفوذ، لا سيما في حضرموت والمهرة".

ويرى أن "هذا النوع من الصراع السعودي - الإماراتي في معادلة التوسع حاضر وقائم، وعندما تذهب السعودية منفردة للحديث مع مليشيا الحوثي، والتوصل إلى اتفاقات معينة، هذا بالفعل يهدد هذا النوع من التوسع الإماراتي داخل اليمن، كما أنه أمر غير مقلق للسعودية على المدى القصير، ومع ذلك يعطي مساحة للمليشيا على المدى الطويل أن تثبِّت أقدامها".

وأكد أن "الوصول إلى هذه المعادلة المخيفة إلى حد كبير قد تدعم الإمارات وكيلها المحلي في الدعوة إلى الانفصال بشكل واضح وصريح، وهذا النوع من الندية بين السعودية ومليشيا الحوثي يمكن أن يكون أول الطرق لتحقيق ذلك".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى