المفاوضات الروسية الأوكرانية المحتملة قد تكون شاقة وطويلة
> "الأيام" وكالات
وكتب روبرت فارلي، وهو خبير في مجال الدبلوماسية والقضايا الأمنية، أن المناقشات حول المفاوضات الروسية الأوكرانية المحتملة خاوية من التفاصيل حول أساس التفاوض. ومع ذلك، فإن الأمر يستحق التفكير في بعض نماذج التفاوض التي استخدمت في إنهاء صراعات سابقة كما جرى في فيتنام ويوغوسلافيا.
كمثال يستشهد الكاتب باتفاقيات باريس للسلام، والتي انتهت بانسحاب القوات الأمريكية من فيتنام. هذه المفاوضات لديها بعض أوجه التشابه السطحية مع الوضع في أوكرانيا.
يشير الخبير إلى اتفاقيات باريس للسلام في الواقع، لم تضع حدا لحرب فيتنام، بل حدت فقط من الدور الأميركي في هذه الحرب، والتي استمرت بدرجات متفاوتة من الشدة لمدة ثلاث سنوات أخرى.
ويستنتج الكاتب: "باختصار، تعد اتفاقيات باريس للسلام أساسا ممتازا للمفاوضات إذا كان الهدف من استخدام هذا النموذج هو سحب الغرب من الصراع ونقل أوكرانيا إلى مجال النفوذ الروسي، لكن هذا يتناقض مع السياسة الأمريكية الحالية.
نموذج تاريخي آخر لمفاوضات السلام استشهد به المؤلف هو اتفاقيات دايتون، لإنهاء الحرب في البوسنة والهرسك. ونتيجة لها تم إنشاء نظام دستوري جديد في البلاد، وتم رسم حدود واضحة للمستوطنات العرقية.
يقول الكاتب: الاتفاق دعمته القوة العسكرية الأمريكية. فكل طرف من الأطراف الثلاثة أدرك أن الولايات المتحدة يمكن أن تمارس الضغط عليه إذا لم تكن النتيجة مقبولة. بعد حوالي شهر من المفاوضات المكثفة، توصل القادة لاتفاق حافظ على السلام في البوسنة على مدى السنوات الـ 27 الماضية.
يقول مؤلف المقال: من الناحية النظرية، يمكن استخدام نموذج دايتون في أوكرانيا لحل المشكلات الإقليمية والعرقية المعقدة، ولكن من الناحية العملية، فإن أدوات نفوذ الولايات المتحدة محدودة جدا، بسبب عدم قدرتها على إجبار روسيا على تقديم تنازلات. ويضيف الخبير: "من الصعب تخيل أن روسيا يمكن أن تتنازل عن المناطق التي سيطرت عليها نتيجة للمفاوضات".
ويختم الكاتب: أن المفاوضات ليست أداة سحرية، وإنما تتطلب إعدادا دقيقا ولا يمكن أن تتوج بالنجاح إلا في ظل ظروف أساسية مواتية. ويجب قبل وقت هذه المفاوضات على كل طرف الإجابة عن أسئلة صعبة حول توقعاته، والتسليم لحقيقة أن المفاوضات لن تكون سهلة والموعد النهائي للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين ليس قريبا.
المصدر: INOSMI
