مقتطفات من حلم عودة الروح

> الإنسانية من حيث المبدأ هي صفة فاعلة بمقتضى الضمير ولا علاقة لها بمن يتشدقون بها قولا ويمعنون في فعل نقيضها في تعاملاتهم كسبا للشهرة على حساب غيرهم، مستغلين هيبتهم وسطوتهم ومكانتهم مدعين الزهد في الدنيا وهم في الأصل لصوص أبرياء من كل التهم لا يتركون في سيرتهم الذاتية خطأ ولا على مقامهم شبهة.

لست هنا لأطرح الأسئلة عن الإنسانية ليجيبني عليها القارئ الكريم فمن محن الدروس والعبر تعلمنا بل وتحملنا ما لا يقوى غيرنا على تحمله، فمن خرج من الحروب والفتن ليس كمن سمع عنها في نشرات الأخبار ولم يكتوِ بنارها ولم يذق مرارتها وحرقة تبعاتها وإنما لنبين مستوى انعدام الإنسانية لدى من تركونا نواجه الخطر المحدق بنا وما لبثوا أن حاصرونا لتنفيذ أجنداتهم وفرض شروطهم حتى وقعنا فريسة لمطامعهم رغما عنا.

في وطني المغدور به اجتمع اللصوص ليقرروا عنا ما لم نقله ولا نقره لا ولن يقبل به عاقل، جلهم أصبحوا دعاة وحدة يراد باطل وأطماع ليس لها أول ولا آخر، تاركين من حزموا أمتعتهم ورفعوها هم وحدهم من لامسهم وجع من إئمتنوه وخانهم بل وغدر بهم باسمها حلما بوطن بديل !

لقد آن الأوان، لنكن إلى الواقع أقرب ونسمي الأمور بمسمياتها وأن لا نخوض في سيرة لا تمت لواقعنا المرير بصلة ولنطوي صفحة الحرب توقا للسلام مع جيراننا وإخوتنا في اليمن الشمالي أولا وأخيرا ومن باب من عفى وأصلح لطالما وأهلها كلهم تصالحوا وتحابوا مع الحوثي وصاروا ( سمن على عسل وطحينة ) إلا نفر منهم يرون في الوحدة اليمنية أملا في أن نحترب بالنيابة عنهم لنعيدهم إلى سيرتهم الأولى .

في المجتمعات السوية رأيتهم يحملون ( الوزير اللص ) على الأكتاف ويرمونه في أقرب مكب زبالة إلا في اليمن التعيس يحملونه على الأكتاف ويهتفون بكل فخر ( يا زعيم ارجع ارجع اشفطنا لما تشبع ) !

هي النهاية التراجيدية لمسرحية هابطة دفع اليمن شماله وجنوبه ثمن وقائعها المأساوية وأخفق في أدائها الممثلون ورعاة الحرب والدمار خلال ثمان سنوات من عمرنا البيولوجي وصولا إلى نقطة الصفر حيث لا حاجة لنا اليوم أن نعيد عجلة الحرب إلى ما قبلها .

وكفى الله المؤمنين شر القتال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى