حضرموت تبحث عن نفسها

> كان هناك سؤال، طال المنطقة كلها في فترة حين توقفت القلاقل وهدأت الأوضاع في حضرموت في ثلاثينات القرن الماضي، أو ما سمي - سلام انجرامس - وهو ما فتح الأبواب لنشأة التعليم، ثم قدوم الأموال الرابضة في (جاوا) والمهجر الهندي والسواحل بتنقانيقا والقرن الأفريقي، حين توفر الأمن والسلام ونضجت العقول هبطت أحلام الاستثمارات هبوطا سليما وتوزعت في حضرموت قادمة من دون ترجمان، وشهدت ليس حضرموت وحدها هذا التدفق والنمو الاستثماري والمالي والتنموي، فقد شهدت عدن ما يكفي، من تطور ونمو وتمدد هذا المال الحضرمي القادم من الجوار الى شوارع عدن ونشأت هناك أو وطنت أموال في التجارة والبنيان ورفد هذا حيوية ميناء عدن بعد أن تأمن السلام ونجح الحضارم في عقد حلف تاريخي سار معهم ولازالت آثاره تحكي رغم تهدم جدران الزمن حوله.

ربما أعاد لنا التاريخ بعضا من هذه الملامح -إذا لم يكن كلها- في توجه نسعى نحن -الحضارم- بانتزاع السلام في المنطقة وفتح جسور جديدة في البحث عن الذات من باب المال والأعمال وظهور الكيانات المالية المناطحة وأن نجد قرونا في رؤوسنا تقارع غيرها، أما ما دون ذلك من شعارات وحكايات سياسية ونقابية وقبلية لن تجدي نفعا أمام ما تطرح من مشاريع وأفكار وأن تقتحم حضرموت خضم الصراع، وتعمل على تهدئة الحال وفتح مشاريع الحوار ومن ثم السلام الغليظ الشديد، الذي لا رجعة فيه هي عودة على بدء لنشوء بنوك حضرمية وتكتلات مالية محلية أو عابرة للحدود، لكنها آمنة وسلاح شديد البأس وليس هينا، وهذا هو مفتاح استعادة حضرموت لمكانتها ودورها الذي يتطلع الحضارم لإظهاره جادين متحدين معززين بتجارب، قديمة وجديدة ودروس أفزعتهم في زمن، وعلمتهم في زمن آخر و كذا ما يرونه من أحلام معاصرة، وهذا ما نأمله دون خوف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى