رئيسي يزور بكين في محاولة للحدّ من التقارب الصيني مع السعودية

> "الأيام" وكالات

> لندن– “القدس العربي”: نشرت صحيفة “التايمز” تقريراً، أعده ريتشارد لويد باري وديدي تانغ، قال إن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سيصل يوم الأربعاء إلى بكين في محاولة منه لإصلاح الخلافات السياسية الأخيرة بين البلدين، وبناء أرضية مشتركة، باعتبارهما الخصمين المهمين للولايات المتحدة.

 وستستمر زيارة رئيسي للصين مدة 3 أيام، حيث سيلتقي الرئيس شي جين بينغ. وتحاول بكين، التي تستورد معظم نفطها من الشرق الأوسط، المشي على حبل رفيع بين إيران ومنافستها الرئيسية، السعودية.

وأغضب شي طهران عندما زار الرياض في ديسمبر، ووقّع على بيان لمجلس مجلس التعاون الخليجي، وهو ما فسره الإيرانيون بأنه تجاهل لهم.

وتعتبر علاقات جيدة مع دول الخليج أمراً مهماً للصين، وضرورية لتأمين تدفق النفط والغاز لها، بشكل يسهم في بناء الصين كقوة عظمى تنتظر، في زمن تتراجع فيه قوة التأثير الأمريكي.

 وفي الوقت الذي حاول فيه شي إرضاء السعوديين والقطريين والكويتيين، إلا أنه أغضب شريكاً آخر: إيران.

وتم استدعاء السفير الصيني في إيران لتقديم محاضرة له، بعد البيان الخليجي- الصيني المشترك، والذي دعا للحوار حول الجزر الإماراتية التي تسيطر عليها إيران وتعتبرها أبو ظبي تابعة لسيادتها. وأشار البيان بطريقة لاذعة إلى نشاطات إيران المزعزعة للاستقرار، ودعمها للإرهابيين، ونشر الصواريخ الباليستية، والمسيّرات، والفشل في الاعتراف بقرارات الأمم المتحدة، والحصول على “شرعية دولية”.

وتقول الصحيفة إن هناك عدة أسباب تجعل رئيسي يشعر أنه يخسر أمام السعودية في التنافس للحصول على صداقة شي. فالسعودية تعتمد على الولايات المتحدة للحصول على أسلحتها، لكن هناك توتراً في العلاقات نابعاً من تداعيات الحرب في اليمن، ومقتل الصحافي جمال خاشقجي، وسياسات أوبك التي تقودها السعودية.

وفي العام الماضي، ذكرت الصحافة في بكين أن السعودية أبرمت صفقات أسلحة مع الصين. وفي 2001، توصلت المخابرات الأمريكية إلى أن السعودية تقوم بإنتاج صواريخ باليستية بمساعدة من الصين.

وفي مقال نشرته صحيفة “الشعب اليومية”، الناطقة باسم “الحزب الشيوعي الصيني”، باسم رئيسي قدّم الرئيس الإيراني حجم طموحات طهران، إذ قال: “نؤمن أن البلدين يستطيعان دعم التعاون والاحترام المتبادل لسيادة كل بلد ووحدة الحدود، في وقت نكمل فيه بعضنا البعض من الناحية الإستراتيجية والتنمية الاقتصادية”. وأضاف: “إيران مستقلة سياسياً، ولديها القدرات للحفاظ على الأمن وتدريب المواهب وبكلفة إنتاجية قليلة، وغنى في المصادر الطبيعية، ولديها موقع جغرافي متميز لنقل البضائع، وعندها بنية صناعية قوية. وكلها أسباب مهمة لتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين إيران والصين”. وشجب رئيسي التصرفات الفردية والإجراءات القسرية مثل “العقوبات الظالمة”، واعتبرها سبباً في الأزمة وعدم الأمن حول العالم. وقال: “يجب على كل الدول البحث عن التعددية للتوصل إلى عالم أكثر إنصافاً، وبناء نظام دولي عادل”. وتعتبر الصين مهمة للنفط الإيراني، فهي السوق الوحيد المتوفر بسبب العقوبات الدولية الناجمة عن مواصلتها للبرامج النووية.

وفي الشهر الماضي، قالت الولايات المتحدة إنها ستضغط على الصين لكي تمنع النفط الإيراني، والذي زاد بسبب التهريب، وسجل أنه جاء من ماليزيا. وزاد قدرات إيران الشهر الماضي إلى 1.4 برميل يومياً، وهي أعلى نسبة منذ أربعة أعوام. وأعلنت الصين وإيران عن خطة شراكة بالمليارات لمدة 25 عاماً. وبحسب السجلات المسربة، فإن الشراكة تقضي باستثمار الصين في النظام البنكي والاتصالات والموانئ والسكك الحديدية، مقابل تقديم إيران النفط، والذي يباع بأسعار منخفضة نظراً للعقوبات.

وتأتي الزيارة للصين من المسؤول الإيراني الكبير بالتوازي مع زيارة لمسؤول كبير إلى أوروبا، حيث سيجد المسؤولون الصينيون والأمريكيون فرصة للملمة الخلافات، وسط الاتهامات المتبادلة حول ظهور المناطيد الصينية في المجال الجوي الأمريكي. وسيحضر وانغ يي، أكبر مسؤول داخل الحزب المكلف بملف العلاقات الخارجية، مؤتمر ميونيخ للأمن، نهاية الأسبوع، ويزور عدداً من الدول، بما فيها فرنسا وإيطاليا وهنغاريا وروسيا. وسيحضر المؤتمر في ميونيخ وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، الذي ألغى زيارة لبكين، هذا الشهر، بعد اكتشاف المنطاد في الأراضي الأمريكية. ولم يكشف إن كان سيلتقي مع نظيره الصيني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى