> "الأيام" غرفة الأخبار:
محلل سعودي: إيران تريد المساومة على ملفات المنطقة ملفا ملفا
عاد الحديث مجددا حول موعد الجولة السادسة من المفاوضات بين السعودية وإيران لاستعادة العلاقات بين الجانبين، حيث جرت خمس جولات في السابق برعاية عراقية، ونظرا للأوضاع الداخلية التي شهدتها طهران توقفت كل التحركات نحو حل الأزمة.
هل يبدأ البلدان مرحلة جديدة من الحل الشامل للملفات العالقة بعد الأحاديث الرسمية حول ضرورة التوصل لتفاهمات حول مختلف القضايا؟
بداية يقول د. عبد الله العساف، المحلل السياسي السعودي: "في اعتقادي أنه لا تزال العلاقة أو عودة العلاقات أو تطبيع العلاقات ما بين الرياض وطهران إلى طبيعتها أمامها مشوار طويل جدا، ربما تعود جزئيا أو تدريجيا، لكن ليس في العاجل ما يدفع ويشجع لإعادتها".- قمة الخطورة
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "طهران تتعامل مع هذه الأزمات التي تمر بها والحاجة إلى التصالح مع الرياض تكتيكيا وليس استراتيجيا وهذا قمة الخطورة، لأنه هذا يعني انحناء للعواصف السياسية الخارجية والداخلية التي تمر بها طهران، ولتخفيف الضغوط عليها رأت اليوم الاتجاه نحو محيطها العربي والانفتاح على الرياض، في محاولة لإيجاد علاقة جيدة أو طبيعية إلى حد ما مع محيطها الخليجي وتحديدا المملكة العربية السعودية وعمل تنفيس للأزمة".
- أزمة أمنية
وأكد المحلل السياسي، أن "جهود العراق تذكر وتشكر سواء في الحكومة السابقة أو حتى في الحكومة الحالية، وكان هناك بالمناسبة أكثر من لقاء جمع وزيرا الخارجية في البلدين سواء في قمة بغداد في البحر الميت، أو أيضا في قمة أخرى في أوروبا وتحدثا سويا، لكن لا تزال الملفات ثقيلة، وأنا أعتقد أن طهران يجب أن تبادر جيدا وأن تقدم ما لديها وما يشفع لديها للتسريع في هذا الأمر، الرياض أيضا لديها اليد الممدودة من الملك سلمان وولي العهد ووزير الخارجية، كل المسؤولين السعوديين أرسلوا رسائل إيجابية، بأننا نرحب بالتقارب والانفتاح مع إيران متى ما أرادت".
- أجواء ودية
في المقابل، يقول الدكتور حسن هاني زادة، الكاتب والمحلل السياسي الإيراني: "منذ حوالي عامين كانت هناك مفاوضات بين إيران والسعودية بوساطة الحكومة العراقية في بغداد، وقد جرت على الأرض خمس جولات من المفاوضات في أجواء ودية، وكادت أن تتحول من الجانب الأمني إلى الجانب السياسي، وكان يفترض بعد الجولة السادسة أن يكون هناك لقاء بين وزيري خارجية البلدين".
- عودة قريبة
وأشار زاده، إلى أنه من المقرر أن تستأنف المفاوضات في وقت قريب، حيث أن طهران مستعدة لإزالة كل العقبات التي تقف في طريق استئناف المفاوضات والعلاقات بين الجانبين، ولا توجد أي عوائق من الناحية الإيرانية بشأن استئناف المفاوضات، لكن يبدو أن السعودية غير جادة في إقامة علاقات ودية مع إيران، نظرا لارتباط السعودية إلى حد ما بدول خارجية، هذه الدول تمنع التواصل والمفاوضات بين السعودية وإيران.
أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس الاثنين، "ترحيبها بجهود الحكومة العراقية في استئناف المحادثات مع المملكة العربية السعودية".
وأضاف كنعاني: "تم الترحيب بدور الحكومة العراقية، وعقدت خمس جولات من المفاوضات من أجل استكمال العملية الماضية واستكمال المسار السياسي".
وكان نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، في إيران، علي باقري كني، أكد أن حكومة بلاده حريصة على سياسة حسن الجوار مع دول المنطقة، مشيرا إلى تقدم المفاوضات مع الجانب السعودي.
ولفت إلى أنه بالنسبة للمفاوضات السعودية "عقدت عدة جولات من المفاوضات مع الجانب السعودي في بغداد استضافتها الحكومة العراقية ويجري بذل جهود لمواصلة هذه المحادثات في إطار أولويات واعتبارات الجانبين".
وفي مطلع العام 2023، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إن"السعودية لم تتوفر لديها الإرادة الكافية بعد لعودة العلاقات مع إيران".