تعرّف على أسباب ازدياد معدلات الطلاق في العاصمة عدن

> يسرى طه

> إن الله خلق الإنسان وكرمه وهداه وخلف من بني جنسه زوجا ليسكن إليه وجعل بينهم مودة ورحمة، وبث فيهم بنين وأحفاد ورزقهم من الطيبات، وأسن لهم تشريعات، كما أحل الله الطلاق وجعله مخرج لمن ضاقت به السبل في استحالة العشرة ولكن كما قال تعالى في الحديث القدسي

{أبغض الحلال عند الله الطلاق}

وأنه لأمر كبير أن ينتشر الطلاق في زمننا هذا، وهناك كثير من الأسئلة حول ذلك، هنا بعض الآراء التي قد تكون موضحة للأسباب وإجابة عن التساؤلات:

ما هو الطلاق؟ ومتى يتم اللجوء إليه؟
أجابت شيرين يوسف محمد محامية درجه عليا "إن الطلاق هو انفصال ما بين زوجين وفقا للشرع والقانون، ويتم اللجوء إليه عند استحالة الحياة الزوجية وعدم اتفاق الطرفين لأن أساس الأسرة مبني على الاتفاق".

أسامه عوض علي عوض مهندس "الطلاق هو إنهاء عقد الزواج وانفصال الزوج والزوجة ويتم اللجوء إليه في الحالات المستعصية التي يصعب حلها ويكون هنا الطلاق هو الحل".

أما مروى طه سيف وهي محامية تقول "الطلاق هو حل رابطة الزوجية بين الزوج والزوجة بلفظ صريح أو كناية".

وللطلاق أنواع يتم اللجوء إليه عندما يصل الزوجين لطريق مسدود ولكن بوقتنا الحالي يلجأ إلى الطلاق لأسباب تافهة والطلاق كما هو معروف يكون حقا للرجل دون المرأة وهناك طرق أخرى أعطى بها القانون المرأة الحق في فك رابطة الزواج مثل الفسخ والفسخ أنواع وهم :-

1-الفسخ للكراهية (الضرر).

2-الفسخ للهجران وعدم الإنفاق.

وهذه الطرق تلجأ إليها المرأة عندما يرفض الرجل انهاء العلاقة الزوجية بالتي هي أحسن مخالفا قوله تعاله (الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان).

كما أن هناك نوع آخر لفك رابطة الزواج وهو نادر الوجود وهو الفسخ لعيب قد يكون العيب بالرجل أو المرأة، والفسخ عامةً يكون عن طريق المحكمة.

لماذا نسبة الطلاق زادت في زمننا هذا عن زمن أول؟
أسامة محمد باناجة مدرب في مشاركات اجتماعية وسياسية والمناصرة/ ناشط مجتمعي يقول "إن الطلاق هو قضية العصر في ظل الحروب والأزمات المتتالية والتراكمات النفسية التي قد تحدث بين الزوجين وإلى آخر وهي قد تأثر بشكل كبير على الحياة الزوجية وكذلك الأطفال. إن ظاهر الطلاق كانت مقتصرة على "إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" بمعنى إذا لم يكن هناك توافق فكري بين الزوجين وزادة الاختلافات فالطلاق هو حل أما الآن ظاهرة الطلاق باتت متعلقة على الحياة والبنية النفسية لذا الشباب والشابات المقبلين على الزواج، وهناك عدة تغيرات قد تطرأ على أي فرد في هذا المجتمع، وأصبحت هذه التغيرات عوامل مؤججة لتعزيز فكرة الطلاق بين الزوجين، في السابق لم يكن هناك خيارا لذا الأطراف بالترك إلا في حالات طارئة أما الآن أصبح الترك هو الخيار المتاح في حال حدوث أي مشاكل بسيطة.

شيرين يوسف محمد قالت "هذه الواقعة ظهرت بعد الحرب مباشرة، أول حاجة لتغيير أنماط الناس وتغيير أساليب حياتهم لأنه فجأة صار تغيير في الناس من الناحية المادية وبسببه صار في نوع من عدم الانتماء للأسرة فعشان كذا زاد الطلاق سواء في الرجال أو النساء لأنه الطلاق بالجهتين، في وقتنا الحالي تدعي النساء أن الرجال تطلب منهم أشياء محرمة، إضافة إلى عدم التزامهم بواجباته كزوج ورب أسرة إضافة إلى انتشار ظاهرة القات والمخدرات والأشياء التي تذهب العقل وكذلك النساء نفس الشي عدم انتماء النساء للمسؤولية كربة منزل وأم لأطفالها، فالآن نشاهد الأطفال للساعه 12 ليلا وهم بالشارع هنا دور الأسرة انتهى، دور الأم والأب القائم على تربية الأولاد ضعيف للأسف.

أسامة عوض علي عوض "زيادة عناد المرء التي تكون بأغلب الوقت بدون سبب وعدم تحمل الزوج في زمننا هذا للمسؤولية وانشغاله بحياته الخاصة أكثر من أسرته".

تقول مروى طه سيف "نسبة الطلاق زادت بوقتنا بسبب عدم توعية الأهل لأبنائهم عن المسؤولية التي سوف تقع على عاتقهم كما أن شباب وشابات اليوم يفتكرون أن الزواج مجرد إقامة عرس ودخلات وخرجات، كما أنه من أسباب الطلاق هو عدم تقدير الزوجة لزوجها وكثرت طلباتها المبالغ فيها وقد يكون بسبب الرجل الذي يكون أبوه يصرف عليه ولا يريد أن يشتغل ويصرف على نفسه وعلى أسرته فيكون عاطل عن العمل فيكون أحد الأسباب المنتشرة بوقتنا هذا، وأيضا عدم صبر الشابات على الوضع المعيشي الصعب فبعض الشباب يشتغل ولكن يكون مقصر بتوفير كل الاحتياجات بسبب الوضع المعيشي وغلاء الأسعار فلا تتحمل الزوجة ذلك الوضع فتلجأ للطلاق، بعكس زمان الذي كانت المرأة تتحمل ظروف زوجها وأيضا كان الوضع المعيشي زمان أحسن بكثير من وضعنا هذا سواء من حيث الراتب أو الأسعار والوضع المعيشي بشكل عام زمان، وأيضا من أسباب الطلاق هو كذب الناس عن الأهل لما يروحوا يسألوا سواء على الشاب أو البنت ما يقولوا الحقيقة يعني مثلا يكون الشاب حق حبوب وبنات وكذا يقولوا ايش على وليد ولما يتم الزواج تكتشف البنت أنه حق حبوب وبنات وغيره من الحاجات الذي الناس خبوها والعكس صحيح بالنسبة للبنت وبالتالي تنشأ المشاكل وقد تؤدي للطلاق.

وتوضح مريم فاضل محمد وهي طالبة "انتشر الطلاق بشكل كبير بوقتنا هذا لأسباب كثيرة ومنها عدم التفهم وقله المسؤولية ودخول أكثر من طرف بمشاكل الزوجين والتحريض ودخول الفكر الخارجي".

فريدة علي محمد طالبة تقول "زمن أول كان غير من ناحية رجالهم وعملتهم وقدرتهم على فتح البيوت أما الآن كل شيء ارتفع واتغير عن زمن أول وكان قبل فكرهم ناضج عكس الآن".

الآثار التي يسببها الطلاق؟
آثار الطلاق آن الاولاد يتشتووا بين الام والأب وخصوصا إذا كان هناك عناد بين أهلهم وأيضا هناك بعض الأهل للأسف يعلموا أولادهم فتعلم الأم أولادها على أبوهم والعكس صحيح فينشأ الأولاد وداخلهم كره وهذا يؤثر عليهم بحيث يكون بعض الأولاد عدوانيون على الغير وانفصال الأهل قد يؤثر على مستقبل أولادهم فقد يتعقد الولد من الزواج وقد تتعقد البنت من الزواج بسبب المشاكل الذي شاهدوها بين أهلهم.

تقول مريم فاضل محمد "تفكك الأسر وتشتت العائلات والأطفال وتدمير البنية الأساسية للمجتمع ووجود تشتت بالتربية لدى الأطفال ووجود مشاكل نفسية بسبب طرق التربية المختلفة بين عيشة الأطفال مع الأب لفترة ومع الأم لفترة.

أما أسامة عوض علي عوض فيقول "هناك آثار كثير تكاد تكون الآثار السلبية أكثر من الإيجابية مثل تشتت الأولاد وتفكيك الروابط الأسرية في المجتمع.

شيرين يوسف محمد "أول حاجة الآثار تكون على الأطفال لأنه ممكن الزوج بعد الطلاق يكوّن أسرة جديدة وكذلك المرأة فيكون ناتج الطلاق ضياع الأطفال من ناحية تفكك الأسرة، إضافة إلى تدهور المستوى الثقافي والنفسي والمادي للأطفال وهذا يؤثر على المجتمع لأنه لما الأولاد ما يحصلوا على أب وأم يربوهم على المبادئ والأخلاق والقيم يكون هناك تدهور بالمجتمع ويكثر فيه العنف والجرائم والبطالة لعدم وجود التوجيه الصحيح من قبل الأهل.

ماهي أسباب الطلاق؟ وأغرب الأسباب التي تؤدي إليه؟
بالنسبة لأسامة عوض علي عوض فإن أغرب سبب من وجهة نظره هو عدم تحمل الزوج لزوجته والعكس صحيح.

أما شيرين يوسف محمد فترى أن من أغرب أسباب الطلاق وباتت متواجدة أن الرجال يظنون أن المرأة مجرد جسد ويطلبون منهم أشياء محرمه تحت مسمى زوجتي والله أعلم لأن الحياة الزوجية أسرار والله يعلم بصحة الأمر الحاصل وكذلك الطلاق لسوء الخلق وغيره.

فريدة علي محمد تقول إن من أسباب الطلاق الخيانة والشك وعدم القدرة على فتح بيت وتوفير مستلزماته مع أنه يكون عنده مقدرة بس يصرفها بشيء ثاني زي القات مثلا.

وقال أسامة محمد باناجة "قد تعود لأسباب كثيرة نحن نتحدث عن مشاعر مختلفة من ذكر وأنثى كلاهما يعيش في وضع وبيئة متزعزعة وهذه البيئة ممكن تكون على المدى البعيد تسبب اضطرابات نفسية كبيرة، وقد يتعرف الشباب والشابات في عمر مبكر قد تستمر علاقتهم لمدة أربع إلى خمس سنوات وتنتهي بالخطوبة والانفصال وإذا اكتملت ووصلت لمرحلة العقد والزواج يتعرفوا فيها على بعض أكثر وبدي الفترة يمر الشباب والشابات بضغوطات كبيره كونها مرحلة انتقالية ويتحملوا فيها أعباء كثير، وهذه الأعباء تسبب تغيرات في البنية النفسية الداخلية للإنسان وربما يؤدي ذلك لنشوب صراعات ولا يوجد في هذه الفترة قدرة للشباب والشابات على إدارة هذه الصراعات بشكل كبير لهذا تنتهي العلاقة بالطلاق، أنا أقول وأؤيد بشدة أن الطلاق يعود لأسباب نفسية وقلة وعي حول إدارة الصراع، أيظن عندنا مشكلة في البيئة الحالية للشباب وهي الوشاشة النفسية فهذه أحد مشاكل العصر التي تؤثر بشكل كبير على ظاهرة الطلاق.

هل شباب وشابات الآن صالحين للزواج؟
أجابت شيرين يوسف محمد "بصراحة لا، لأن الأغلبية العظماء غير صالحة لأنه للأسف لم يتربوا على الانتماء وأنا عن نفسي أرى أن الانتماء بأغلبية الشباب بنات كانوا أو أولاد ما في عندهم انتماء أسري لأن الانتماء الأسري هو الذي يكوّن الأسرة، زمان كنا نشوف أن الولد كان يقوم بواجباته وأن كل فرد بالأسرة له واجبات يقوم فيها لكن الآن غياب الأهل عن الأبناء بشكل كبير، فشباب الآن يظنون أن الزواج مش مسؤولية يخرج ويسهر عادي والبنات تظنه خرجة وتمشية ومولات، فلازم الشباب والشابات يعرفوا أنه مسؤولية مش يكونوا اتكاليين فالشباب الآن أكل ونوم وقام يخزن للفجر وده إلي نشوفه حاليا وكمان البنات ما يكون عندها مسؤولية البيت والوعي بالشيء الصح، والوعي الصح أصبح عند قلة قليلة بالمجتمع".

أما أسامة محمد باناجة فيرى أنهم صالحين للزواج ولكن يحتاجون إلى بيئة آمنة تحتوي آمالهم وأفكارهم وطموحهم وإلا يكون الزواج يحمل الفكرة السائدة التي تقول إنه بيتزوج بيتحمل مسؤولية وأعباء كثيرة وهذه المسؤولية قد تؤثر في حياته الدراسية أو المهنية وممكن نقول إنه تقلل من طاقته وتستنزفه وكذلك تحصر آماله وطموحاته في جانب معين، فهم صالحين للزواج أكيد إذا كانوا أشخاص عندهم وعي كيف يتم التعامل بالعلاقات وكيف يديروها ويعرفون العلاقات الإنسانية ويتحلون بالصبر الكبير ويمتلكون الحب الصادق في قلوبهم.

وتقول مروى طه سيف البعض منهم غير صالح، ومن جانبها مريم فاضل محمد تقول الأغلب لا.
خاص لـ"الأيام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى