> مسقط «الأيام» العرب:
عقدت سلطنة عمان والولايات المتحدة في العاصمة مسقط، الخميس، أول حوار استراتيجي بينهما، ركز على الجانب الاقتصادي، فيما يعكس حرص البلدين على استمرار العمل على تعزيز العلاقات التاريخية التي تجمعهما.
ويرى متابعون أن الحوار الذي عقد كان هدفه خلق آفاق جديدة لتوثيق التعاون الاقتصادي وإعطائه المكانة التي يستحقها أسوة ببقية مجالات التعاون الأمني والدفاعي القائم بين البلدان، وأيضا التعاون السياسي الجاري بينهما في العديد من الملفات الإقليمية. وجاء الحوار الاستراتيجي بعد أشهر قليلة من زيارة قام بها وفد عماني رفيع المستوى إلى واشنطن ترأسه وزير الخارجية بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، وذلك احتفاء بمعاهدة الصداقة والعلاقات الاقتصادية والحقوق القنصلية الموقعة بين البلدين في العشرين من ديسمبر 1958.
وتطرق الحوار الذي ترأسه خليفة الحارثي وكيل وزارة الخارجية العمانية، ونظيره الأميركي، خوسيه دبليو فرنانديز، إلى جملة من المحاور أبرزها تعظيم الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، وزيادة الاستثمارات الأميركية في قطاعات ذات أولوية للسلطنة.
وأكّد وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدبلوماسية على أنّ سلطنة عُمان والولايات المتحدة تتمتعان بعلاقات مميزة في الجانب السياسي وتسعيان من خلال الحوار الاستراتيجي إلى إعطاء الجانب الاقتصادي أهمية أكبر.
وبيّن أن أحد أهم أهداف هذا الحوار الاستراتيجي هو تعزيز الفائدة من اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين الجانبين في عام 2009.
وقال إن الجانبين يسعيان من خلال اللجان الثلاث المنبثقة عن الحوار الاستراتيجي إلى تحديد مجالات وقطاعات معينة بحيث يتم التركيز عليها ومن ثم ترفع إلى المعنيين من الجانبين لوضع آليات استغلالها في المستقبل.
وأشار إلى أن قطاع الطاقة المتجددة يعتبر أحد الركائز المستقبلية للاقتصاد في سلطنة عُمان، موضحًا أنه من المؤمل من خلال مجموعة الطاقة المتجددة في الحوار الاستراتيجي العُماني - الأميركي أن نصل إلى أرضية مشتركة تشجع الولايات المتحدة والشركات الأميركية على الاستثمار في قطاع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان.
وأشار فرنانديز إلى أن حجم التبادل التجاري بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة شهد ارتفاعًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية وهو مؤشر جيد في خضم ما شهده العالم من متغيرات كثيرة أثّرت على العديد من جوانب الحياة.
ومنذ دخول اتفاقية التجارة الحرة الثنائية بين البلدين حيز التنفيذ في عام 2009 نمت التجارة بشكل كبير بين البلدين، ومن أهم مزايا الاتفاقية معاملة السلع المعفاة من الرسوم الجمركية، وعدم وجود حد أدنى لمتطلبات الاستثمار للشركات الجديدة.
وأشاد بجهود عُمان في مجال الهيدروجين الأخضر، مبينًا أن الولايات المتحدة من خلال مؤسسات القطاع الخاص ترغب في أن تكون شريكًا استراتيجيا للسلطنة في مجال الهيدروجين بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين.
وتولي سلطنة عمان في السنوات الأخيرة أهمية كبيرة للطاقات النظيفة، وقد اتخذت جملة من الخطوات للاستثمار في هذا القطاع الواعد كما أبرمت العديد من الشراكات مع القوى الكبرى.
وترتبط عُمان والولايات المتحدة بعلاقات متينة تعود إلى نحو 189 عاما، وتستمد هذه العلاقة أهميتها بالنسبة إلى الولايات المتحدة من حيث موقع السلطنة كمركز متعدد المهام لخدمات دعم الجسر الجوي، وأنشأت واشنطن قاعدة جوية فيها، تتمركز بها قاذفات من طراز "بي 1" وطائرات التزود بالوقود. وتوجد في عُمان خمس قواعد أميركية تتبع مباشرة القيادة الوسطى، ومخازن ضخمة للأسلحة والعتاد والذخائر.
ولا تقل العلاقات الدبلوماسية أهمية عن العلاقات الدفاعية والأمنية حيث أن مسقط تلعب دورا مؤثرا في العديد من الملفات الإقليمية ومن بينها الملف النووي الإيراني، وتبادل سجناء، فضلا عن الأزمة اليمنية.
وكشفت الخارجية الإيرانية مؤخرا عن زيارة مرتقبة للسلطان هيثم بن طارق إلى طهران حاملا معه أنباء مبشرة بشأن المفاوضات النووية، لكن واشنطن رفضت الخميس تأكيد ذلك، فيما التزمت السلطنة الصمت.