وول ستريت: وساطة الصين في الخليج اختراق للشرق الأوسط

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> أثبتت بكين أنها مستعدة للاستفادة من نفوذها العالمي، للمساعدة في حل النزاعات الخارجية، والتي قد تكون من بينها الحرب الروسية الأوكرانية".

وفي بيان صدر إلى جانب الصين، قال الخصمان السعودية وإيران الجمعة، إنهما اتفقا على إعادة العلاقات الدبلوماسية التي قطعت في عام 2016.

واستضافت الصين جلسة تفاوض غير معلنة استمرت أربعة أيام بين الخصمين في بكين، أسفرت عن الاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية، وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران.

وتضمن الاتفاق تأكيدهما على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واتفقا أن يعقد وزيرا الخارجية في البلدين اجتماعا لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما.

هذا التطور المفاجئ يشير إليه تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال"، إلى أنه "على الرغم من الدور التاريخي للولايات المتحدة والبصمة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، فإن الصين تعد قوة اقتصادية ودبلوماسية صاعدة هناك".

وبينما شاركت بكين في المحادثات الدولية السابقة، مثل الجهود المبذولة لإجبار كل من إيران وكوريا الشمالية على وقف برامج أسلحتهما النووية، أضافت الصفقة الأخيرة نموذجا جديدا لإدارة العلاقات الدولية.

واقتربت الصين من الشرق الأوسط الغني بالنفط، حيث برزت كأول مستورد للطاقة في العالم، لكن دورها الآن أكبر بكثير.

في حين أن الولايات المتحدة لا تزال القوة العسكرية بلا منازع ومزود المساعدات والنفوذ السياسي في جميع أنحاء المنطقة، فإن الصين هي أكبر شريك تجاري في الشرق الأوسط، مع دور سريع التوسع في الاستثمار وبناء البنية التحتية.

تقول توفيا جيرنج، وهي باحثة في المجلس الأطلسي والتي كتبت على نطاق واسع عن الدور الإقليمي المتنامي لبكين: "كان الأمر أن الولايات المتحدة كانت القوة التي لا غنى عنها، الآن الصين قوة لا غنى عنها في الشرق الأوسط - هذه حقيقة".

ودفع شي جين بينج، الذي حصل على فترة ولاية ثالثة كرئيس للصين الجمعة، إلى بناء علاقات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران والسعودية.

وزار شي البلدين والتقى بكل من قادتهما في الأشهر الأخيرة، ورحب بهما في الحوارات الإقليمية والأمنية التي أسستها الصين، ووقف إلى جانبهما في مواجهة الانتقادات الغربية، بينما أيد الاستثمارات الكبيرة في تشييد البنية التحتية.

ومنذ وصوله إلى السلطة قبل عقد من الزمان حاول شي صياغة دور للصين كقوة عالمية تتصرف بشكل مختلف عن الولايات المتحدة، وتقدم بديلا في الجغرافيا السياسية، وفق الصحيفة.

يقول تشاس فريمان السفير الأمريكي المتقاعد الذي شغل مناصب عليا في كل من الصين والسعودية: "من بين أمور أخرى، هذا يشير إلى أنه من الخطأ استبعاد الصين كصانعة سلام محتملة في أوكرانيا".

وتمثل إيران والسعودية جانبين من الانقسام العنيف في كثير من الأحيان بين المسلمين الشيعة والسنة، وهو عداوة يتردد صداها في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وفي واحدة من أولى زيارات شي بعد جائحة كورونا خارج الصين، ذهب إلى السعودية في ديسمبر الماضي، تلاه استقبال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في بكين لمدة يومين الشهر الماضي، وهي واحدة من أولى الزيارات الرسمية التي استضافها هذا العام.

إن دفء العلاقات الصينية تجاه إيران والسعودية جعلها تبدو وكأنها تهدف إلى تقويض القوة الأمريكية، وكذلك علاقته الدائمة مع روسيا، وهي مورد آخر للطاقة.

والجمعة، بدا وانج وكأنه ينتقد الولايات المتحدة بالقول إن الصفقة السعودية الإيرانية أظهرت كيف أن البلدين "يتخلصان من التدخل الخارجي، ويأخذان حقًا مستقبل ومصير الشرق الأوسط بأيديهما، على الرغم من أنه لم يذكر الولايات المتحدة على وجه التحديد".

ورغم إعلان البيت الأبيض أن أمريكا بقيت على اطلاع بمحادثات بكين بين السعودية وإيران، وتأكيده أن هذا الاتفاق يعمل في جانب آخر على إنهاء الحرب في اليمن، وتشكيك البيت الأبيض في تنفيذ إيران للاتفاق، إلا أن هذا لا يخفي ضيق أمريكا من تزايد اهتمام الصين بمنطقة الشرق الأوسط، مستغلة قيام أمريكا ومنذ رئاسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالابتعاد عن المنطقة التي كانت واشنطن سببا في حروبها الأخيرة.

وهكذا تعمل الصين على زيادة نفوذها في الشرق الأوسط بشكل كبير، ليس فقط من خلال التجارة والاقتصاد كما جرت العادة بين الصين وهذه المنطقة وأفريقيا عموما، لكن أيضا بأن تكون فاعلة في مجريات السياسية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى