​"باشحري" من معلمة إلى رائدة الطهي في حضرموت

> المكلا «الأيام":

>
حفصة أحمد باشحري، من سكان بلدة الحامي شرق مدينة المكلا المركز الإداري لمحافظة حضرموت، تحمل مؤهل بكالوريوس تربية - تخصص لغة إنجليزية، حصلت على الوظيفة الحكومية، في العام 2007، ثم اختيارها كوكيلة لمدرسة ابن رشد الحكومية في مدينة الشحر، لتبدأ بعد ذلك العمل نحو طموحها الخاص، لتصبح أول فتاة في المدينة تمتهن مهنة الشيف ضمن تجربة جديدة، ومثيرة في الوقت نفسه.

تقول باشحري (38 عاما) إن العمل الريادي ظل يراودها - منذ سنوات - قبل الدخول في مهنة الشيف، وهي إلى جانب ذلك تفضله على العمل الحكومي (الوظيفة العامة)، فقد أخذت إجازة حكومية بدون راتب في بداية الأمر، كي تتفرغ لمهام الشيف، وكان القرار في غاية الصعوبة، لكن الوضع لم يسمح لها بالتوفيق بين العملين، فكان يجب أن تضحي بالوظيفة الغامة لتبدأ تجربة جديدة.

بداية الحلم

تتحدث باشحري لموقع "بلقيس" عن بداياتها الأولى، وامتلاكها مشروع "رشاد السكر"، الذي يحتوي على محل ومعمل، ثم نقله لاحقا إلى مدينة المكلا، ثم توقف المعمل، وعادت نحو التجريب في مجال الطهي.
تضيف باشحري أن فكرة تأسيس مطاعم بدأت بقسم الحلويات في فندق رماده المكلا العام الماضي، ثم انتقلت إلى مطاعم "ترليون" السياحي في المكلا، وتنقلت في مناصب عدة، بدءا برئيس قسم الحلويات، ثم قسم تحضير، ثم نائب شيف، وحاليا تحمل صفة "شيف عام"، وهي تدير المطبخ كاملا، ويوجد 35 عاملا في أكثر من 11 قسما بالمطعم، بالإضافة إلى عملها مسؤولا كاملا عن العمل في الفندق.

 دعم أسري
باشحري – عضو جمعية الطهاة اليمنيين وسفراء الطهي اليمني في الخارج - تقول إنه عرض عليها مؤخرا تأسيس مطعم حضرمي في تايلاند، وآخر في دبي، وتطمح إلى أن يكون لها دور في تأسيس المطاعم خارجيا، لكنها -في الوقت نفسه- لا تفضل البقاء طويلا في الخارج.
تضيف: الدخول في مضمار الشيف يعود إلى أسرتها وزميلاتها، حيث يعد والدها المشجع الأول لها، ولولاه ما وصلت إلى هذا المكان، فطموحها ليس مالكة مشروع فقط، وإنما "شيف عام" على مستوى اليمن، وتأسيس مطاعم داخلية وخارجية، وتطمح إلى أن تكون أول شيف حضرمية متخصصة في الأطباق البحرية، وتُمني نفسها بالحصول على دورات لتطوير مستواها في جمهورية مصر.

خلال الفترة الماضية، عملت باشحري في التدريب في مجال الطهي في ساحل حضرموت، فقد أقامت قرابة 63 دورة في مجال الحلويات والمعجنات والأطباق البحرية المبتدئة والمحترفة والصناعات الغذائية والعصائر والسلطات والمقبلات.
وتؤكد أن الحكومة لم تدعم هذه الجوانب، ولم تولِها أي اهتمام، مقارنة بدول كثيرة، كما أن بعض الأكلات اليمنية يمكن أن تتحول إلى ماركة عالمية؛ إن وجدت الاهتمام، أسوة بدول كثيرة فعلت ذلك.

مصاعب المهنة
كانت البداية في هذا المجال صعبة مع مجموعة من الرجال، نظرا للعادات والتقاليد المجتمعية، لكن مع مرور الوقت تغيّر الوضع، وصار هناك تقبّل لعملها، الذي ساعدها في تحسين معيشتها، وتلبية متطلباتها.

تحلم حاليا بتمثيل اليمن داخليا وخارجيا، وذلك بتأسيس مطابخ يمنية وحضرمية، وإبراز المأكولات الشعبية بشكل كبير، والحصول على ماركات مسجلة باسم المطعم اليمني حول العالم، فهذا الحلم سيمنح الشيف اليمني قيمة ومكانة مرموقة، وسيجعل من الأكل اليمني - إلى جانب مذاقه الخاص والمتميّز - مكانة لائقة بين الشيف الدولي، وقائمة الطعام العالمي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى