​العرب:الحرب على إيران.. مسألة وقت

> «الأيام» حميد قرمان:

> نشرت صحيفة “العرب اللندنية” الأربعاء الماضي خبرا مفاده إعلان حركة حماس تبنيها ودعمها لخلايا مسلحة بدأت تنشط في الضفة الغربية ضد أهداف إسرائيلية، وكنتُ نشرت مقالا في نفس الصحيفة قُبَيل ستة أشهر بعنوان “المخطط الإيراني.. بين عودة حماس إلى الحاضنة السورية وإثارة القلاقل في الضفة”، حيث حذرتُ بأن إيران تسعى لتوسيع مناطق نفوذها في الشرق الأوسط عامة، وفي فلسطين بشكل خاص، ليوازي نفوذ إسرائيل الكبير داخل الدول الكبرى من خلال تنشيط البؤر الساخنة وإثارة القلاقل، كعامل أساسي يحقق لها أهدافها ومصالحها من خلال تقوية موقفها بامتلاكها أوراق ضغط سياسية على الدول الكبرى.

إيران التي عقدت اتفاقا مع المملكة العربية السعودية، في محاولة لترتيب أوراقها السياسية الضاغطة على المستويين الداخلي من جهة والإقليمي من جهة أخرى، اعتمدت سابقا إستراتيجية الميليشيات في اليمن والعراق ولبنان وغزة، والتي حقق لها الاتفاق بعض المكاسب السياسية لكن أثقل كاهلها الاقتصادي المتأزم نتيجة العقوبات بسبب برنامجها النووي، وسعت للتدخل في خلافات وصراعات بين دول عربية لتوجد لنفسها محيطا عربيا داعما لها، فكان تدخلها بالخلاف الخليجي – القطري سابقا لكسب دولة قطر إلى جانبها، والجزائري – المغربي حاليا لكسب الجزائر إلى جانبها عبر طائراتها المسيّرة، هذه الطائرات التي أصابت النظام الإيراني برمته بالغرور العسكري، لتغرق في مستنقع الحرب الروسية – الأوكرانية، ظنّا منها أنها دولة عظمى تستطيع المساهمة في تحديد مسار النظام العالمي الجديد، لتنصدم بجدار الواقع الدولي الذي لن يسمح لها بأن تمارس سياساتها دون ردع حقيقي يحد من مغامراتها التي ستجني ويلاتها بحرب.. أصبحت اليوم أقرب مما كان.

فالحرب التي ستشنها إسرائيل والولايات المتحدة ضد إيران أصبحت حاجة مُلحة لأطرافها الثلاثة، فإسرائيل كما هو معلن تريد حماية أمنها القومي بمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية، والولايات المتحدة تريد حربا على غرار المثل القائل: “اضرب المربوط.. يخاف السايب”، فمن وجهة النظر الأميركية الحرب يجب أن تكون ضربة خاطفة وموجعة مع أضعف أضلاع المربع المضاد لها.. إيران، لتثبت أنها ما زالت القوة رقم واحد في العالم لباقي الأضلاع: روسيا، الصين، كوريا الشمالية. فالاعتقاد لدى الأوساط السياسية الأميركية بأن هنالك نوعا من التمادي في إظهار التمرد يجب أن يوأد.. قبل أن تهدد هذه الدول المكانة العالمية للولايات المتحدة.

أما إيران فهي تريد حربا لتتوج نفسها كقوة إقليمية.. بتأليب التحالف (روسي – صيني) اللاهث وراء استبدال النظام العالمي الحالي أحادي القطب بنظام متعدد الأقطاب، فلم يعد خافيا أن الروس والصينيين سيقذفون بإيران أمام قضبان القطار الأميركي، لكن دون أن يتأثر عصب الاقتصاد العالمي (النفط) في منطقة الخليج العربي، لذلك سعت الصين لعقد تفاهمات إيرانية – سعودية لحماية آبار النفط في الخليج العربي من أيّ حماقة عسكرية إيرانية إذا ما قامت الحرب. هذا من الناحية، ومن ناحية أخرى حصر الحرب بين أطراف ثلاثة فقط؛ إيران وأميركا وإسرائيل.

المشهد العالمي المأزوم حاليا بعوامله السياسية والاقتصادية.. يدفع نحو التفكير بحروب صغيرة لتجنب حرب عالمية ثالثة مهلكة.

بدأ المعسكران بإعادة تحديد اصطفافاتهما الدولية والإقليمية، فملفات الحرب في أوكرانيا، والصراع في تايوان، وبرنامج إيران النووي، وصواريخ كوريا الشمالية، هي التي ستحدد الطاولة الرباعية للنظام العالمي الجديد؛ الصين وروسيا من جهة، وأميركا وممثل عن أوروبا من جهة أخرى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى