أسر لحجية تلجأ لترميم الأواني المنزلية وإعادة استخدامها

> الحوطة «الأيام» هشام عطيري:

> ​بسبب الأزمة المعيشية وبالتزامن مع قدوم رمضان..

فاقمت الظروف الاقتصادية والمعيشية التي خلفتها الحرب بين الفرقاء اليمنيين في عامها التاسع، معاناة آلاف الأسر في اليمن ككل وفي محافظة لحج بشكل خاص، خاصة وأن الأغلبية الساحقة من الأسر في لحج تعيش على الكفاف وتعتمد في معيشتها اليومية على الأجر اليومي أو على بعض الأعمال بالأجر الزهيد.

ومع قدوم شهر رمضان تشتد حاجة الكثير من الأسر في مناطق وأرياف لحج وتتسع دائرة الاحتياجات المعيشية لدى الأسر.

وفي الأيام الأخيرة من شهر شعبان تجد الحاج ناصر النهاري منهمك في عمله بدكان صغير بسوق الذهب بمدينة الحوطة والذي يمارس عمله المتمثل في ترميم العديد من الأواني المنزلية لبعض المواطنين ومساعدة الفقراء الغير قادرين على شراء أواني منزلية جديدة لرمضان.

وتلجأ العديد من الأسر إلى العم النهاري لترميم الأواني المنزلية مقابل مبالغ مالية بسيطة لاستخدام تلك الأواني خلال الشهر الفضيل حيث يعيد النهاري إصلاح تلك الأواني باستخدام مواد بسيطة.

ويمارس النهاري طيلة عقود طويلة مهنته المتمثلة في إصلاح الأواني بروح بشوشة وبمقابل مادي بسيط، إيمانا منه بأن الأسر التي تلجأ إليه قد لا تكون تملك ثمن الإصلاح.


يقول ناصر النهاري، إنه خلال شهر شعبان تجد العديد من الأسر والمواطنين بالمنطقة يحضرون العديد من الأواني المنزلية المتضررة والغير صالحة بهدف إصلاحها لكونهم غير قادرين على شراء أواني منزلية جديدة.

ويشير ناصر إلى أن مهنته في إصلاح الأواني المنزلية يعمل فيها منذ عقود طويلة وهو الوحيد الذي لازال يحتفظ بهذه المهنة الشعبية في مدينة الحوطة لحج التي تعد أحد الموروثات الشعبية التي يستوجب الحفاظ عليها من الانقراض.

وتعجز المئات من الأسر عن شراء الجديد وتعمل على صرف ما لديها من مال من أجل أمور المعيشة، تاركة أمور الزينة الرمضانية التي اعتادت عليها في سنوات ما قبل الحرب والأواني الجديد من أجل تسيير حياتها خلال شهر رمضان.

وكانت مستشار الشؤون الإنسانية لمنظمة أطباء بلا حدود، فيديريكا فيرارايسي، قد قالت في تقرير حديث، إن الوضع العام في اليمن في العام التاسع من الصراع، لا يزال خطيرا للغاية.

وأشارت إلى أن 80 % من 30 مليون نسمة يعيشون فقط بفضل المساعدات الإنسانية، التي لا يتم تمويلها أيضا من قبل المجتمع الدولي.

واستدركت فيرارايسي بالقول: "لكن في الواقع "الوضع متجمد"، ويزداد سوءا حيث يعتمد 80 % من السكان على المساعدات الإنسانية، التي لا يزال المجتمع الدولي يعاني فيها من نقص التمويل و 50 % من المرافق الصحية مدمرة".

واستقبلت محافظة لحج في مديرياتها الـ 15، المئات من النازحين الفارين من جحيم الحرب، حيث حط بعضهم رحاله في بعض المناطق النائية، وأنشأوا مخيمات بدائية لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة الأساسية والخدمية على الرغم من قربها من بعض المناطق الحضرية بالمحافظة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى