لماذا حلالٌ عليهم حرام على غيرهم؟

> حتى الدول الكبرى فيما بينها البين- وليس فقط الصغيرة المتخلفة -تستخدم في سياساتها الخارجية أسلوب الضـرائر بمناكفاتهنَ وكيدهنٌَ ,خصوصا الدول المتناسفة المتخاصمة مثل: أمريكا -روسيا، السعودية-إيران، كوريا وكوريا، الجزائر والمغرب.

فهذه الولايات المتحدة بجلالة هيبتها استنكفت من الحضور الروسي المتنامي بالمنطقة العربية و باليمن تحديدا، وسارعت فجأة بالإعلان عن استتناف عمل قنصليتها في عدن، بمجرد زيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، السيد عيدروس الزبيدي إلى موسكو، وبعد لقاءات روسية مع عدد من المسئولين، خشية من أن تعود روسيا ثانية إلى لعب دور فاعل ومهيمن في موطىء قدمها السابق في عدن، بعد تراجع الدور الأمريكي بالمنطقة، وخفوت تأثيره على الحرب اليمنية وربما هي- أي خطوة فتح القنصلية في عدن- رسالة أمريكية ضمنية موجهه للسعودية، بعد فتور العلاقات بينهما ومع بزوع تشكل قطب دولي قوي، بوجه الغرب يضم إلى جانب روسيا الصين والبرازيل وإيران وجنوب إفريقيا وكوريا الشمالية، وإلى حد كبير السعودية وغيرها من الدول المتضررة من هيمنة القطب الواحد بالعالم.

مؤكدا أن من حق هذه الدول استخدام فن الممكن بكل صوره وأساليبه، حتى وإن كان على شكل الضرائر و أسلوب المناكفة وحتى الابتزاز أيضا. فالدول مصالح، واللوم يظل على من يضع نفسه فريسة وجسر عبور ومطية للغير، ولا يستفيد من الظروف والتطورات ولا يسثمر فرص الأزمات وتناقضاتها.

تخيلوا كيف تهرع أمريكا -وغير أمريكا- مذعورة وتتذكر أن لها قنصلية ومصالح في عدن، بمجرد أن رأت الدب الروسي يفرك أذنه ويجيل نظره بالأرجاء.

فماذا لو عمل المجلس الانتقالي الشيء ذاته منذ سنوات، وأخرج تفكيره خارج الصندوق، ليس فقط صوب روسيا، بل مع دول فاعلة أخرى بالمنطقة مثل إيران وبالعالم مع الصين أو حتى مع الحوثيين، بالقيام بزيارات أو فتح قنوات تواصل معهم، عبر وسطاء ومن تحت الطاولات ولو من باب التلويح؟

لكان التحالف العربي والسعودية بالذات استشعرت خطورة الخطوة وتوجست من دخول لا عبين جدد في عدن، على حسابها لسحب البساط واستقطاب من معسكرها حلفاء مهمين بوزن المجلس الانتقالي الجنوبي. لا نقول إن مثل هكذا خطوة ستمنح الانتقالي ما يريده من التحالف على طبق من ذهب وبغمضة عين، لكن من المؤكد أن التفكير خارج الصندوق سيثني شركاءه عن الاستمرار بسياساتهم الجائرة والمتنكرة للدور الجنوبي، وسيصـوّب مؤشر البوصلة المعطل بالاتجاه العادل مع هؤلاء الشركاء، وسيحملهم على المسارعة إلى إعادة مراجعة سياستهم المريبة والجائرة تجاهه، أي المجلس الانتقالي والجنوب عموما.

لا ندعو إلى الطلاق والخصومة و فك الارتباط مع السعودية، فالعامل الجيوسياسي بما فيه من أمن مشترك ومصالح اقتصادية وتداخل اجتماعي ثقافي وديني يفرض نفسه بإقامة علاقات دائمة ومنافع مشتركة، ولكن وفق علاقات متكافئة لا تابع فيها ولا متبوع .. كما إنه مثلما للتحالف الحق بفتح حوارات مع خصومه إيران والحوثيين، فللانتقالي وللجنوبيين كافة الحق ذاته، هكذا يقول منطق العدل.

( أحرامّ على بلابـله الدوح x حلال للطير من كل جنس؟).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى