ثمة حقيقة لابد من التأكيد على حضورها عند إعادت تناولنا لأمثلة لحج الشعبية وذلك من حيث مكانتها المرموقة في الإطار العام لموروثنا الشعبي الدال على هويتنا الجمعية، وهي ترجمانها العامي البليغ إن صح التعبير، كونها نتاج ثقافي ماكن في صميم أدبنا الشفهي الشعبي، وكخلاصة لخبرات وتجارب الأوائل الذين كانوا رغم خاصية لحج وصفتها الطبيعية كمنطقة زراعية نالت قدر من التحضر و التمدن الذي شهد له بها عدد من الرحالة والكتاب من العرب والأجانب مثل الرحالة والكاتب العربي الأمريكي أمين الريحاني"1" و الرحالة والكاتب الألماني هانز هوليفرتز"2" على سبيل المثال وليس الحصر ، وهكذا شهادات تؤكد المكانة التي كانت عليها لحج وهي أيضا تستدعي فينا مهمة البحث في تأريخها الثقافي الثري كواجهة حضرية متعدد الجوانب والمزايا ، ولتبقى أمثالها الشعبية قيد البحث والدراسة دائما، وهذا ليس تعصبا لهذه البقعة الجميلة من بلادنا كما قد يفهم البعض وإنما هي حقيقة يحاول البعض ممن في نفوسهم مرضا مجافاتها غير أنهم لا ولن يفلحوا أبدا.
ولي هنا..وفي ذات الغاية منذ بدأت بها مهمة الكتابة والبحث في أمثال لحج الشعبية عدد آخر من هذه الأمثلة، وأبدأ بمثل شعبي ومفاده :
1 - اللي يباه كله يعدمه كله."3". وعند قراءة هذا المثل تطل عليناحكمة وخبرة ألأجداد برأسها الحضري جلية واضحة ومن خلال مفردات سهلة وعادية جدا، والتي ومن الوهلة الأولى تذهب بنا مباشرة وعن دراية مسبقة إلى الحكمة العربية الواضحة الإشارة وهي "القناعة كنز لايفنى"، وقد نجح الإنسان اللحجي ولسانه أن يترجمها في مثل عامي متداول إلى يومنا هذا، ينصح فيه بعدم التهور والجشع ويحث على الرضا التام بما قسم الله له والاقتناع بذلك عن نفس راضية.
وهنا مثل حاضر في الخطاب الشعبي في لحج وما جاورها وبشكل يكاد أن يكون يوميا كلما صادف أمرا يثير ويستنهض مفرداته للبوح به للملأ وهذا المثل هو: 2 - ما يخمج الماء إلا خس البقر ."4"، و دلالة هذا المثل في رمزيته التي يوحي بها معناه المتجسد في الإفساد والفساد في الأرض والعبث بكل ماهو جميل ونبيل فطرت النفس الآدمية عليه، ولنا في واقعنا اليومي المعيش خير إثبات ودليل.
هامش:-
(1) مؤلف كتاب "الملوك العرب" وزار لحج في عشرينيات القرن الماضي.
(2) مؤلف كتاب "اليمن من الباب الخلفي" وزار لحج في ثلاثينيات القرن الماضي.
(3) يباه :يريده.
(4) يخمج : يفسد ويعطب، خس البقر : أسوأ وأردأ البقر.
ولي هنا..وفي ذات الغاية منذ بدأت بها مهمة الكتابة والبحث في أمثال لحج الشعبية عدد آخر من هذه الأمثلة، وأبدأ بمثل شعبي ومفاده :
1 - اللي يباه كله يعدمه كله."3". وعند قراءة هذا المثل تطل عليناحكمة وخبرة ألأجداد برأسها الحضري جلية واضحة ومن خلال مفردات سهلة وعادية جدا، والتي ومن الوهلة الأولى تذهب بنا مباشرة وعن دراية مسبقة إلى الحكمة العربية الواضحة الإشارة وهي "القناعة كنز لايفنى"، وقد نجح الإنسان اللحجي ولسانه أن يترجمها في مثل عامي متداول إلى يومنا هذا، ينصح فيه بعدم التهور والجشع ويحث على الرضا التام بما قسم الله له والاقتناع بذلك عن نفس راضية.
وهنا مثل حاضر في الخطاب الشعبي في لحج وما جاورها وبشكل يكاد أن يكون يوميا كلما صادف أمرا يثير ويستنهض مفرداته للبوح به للملأ وهذا المثل هو: 2 - ما يخمج الماء إلا خس البقر ."4"، و دلالة هذا المثل في رمزيته التي يوحي بها معناه المتجسد في الإفساد والفساد في الأرض والعبث بكل ماهو جميل ونبيل فطرت النفس الآدمية عليه، ولنا في واقعنا اليومي المعيش خير إثبات ودليل.
هامش:-
(1) مؤلف كتاب "الملوك العرب" وزار لحج في عشرينيات القرن الماضي.
(2) مؤلف كتاب "اليمن من الباب الخلفي" وزار لحج في ثلاثينيات القرن الماضي.
(3) يباه :يريده.
(4) يخمج : يفسد ويعطب، خس البقر : أسوأ وأردأ البقر.