​من أبطال المسلمين

>
عمر المختار (1)

"أما أنا فإن عمري أطول من عمر شانقي"، تسعة عقود مضت على نطق رمز المقاومة الليبية للاستعمار الإيطالي عمر المختار لهذه الجملة في وجه القائد الأعلى لقوات روما في بلاده جرسياني قبل يوم واحد من تنفيذ حكم الإعدام فيه، على رغم كل الانقسامات والصراعات السياسية والقبلية والعسكرية، التي عرفتها ليبيا منذ بداية القرن الماضي، والخلافات التي تسببت بها حول كل الشخصيات التي قادت هذه المراحل، لكن الاسم الوحيد الذي يتفق سكانها على احترامه وتبجيله وحبه هو عمر المختار المنفي الذي بات أيقونة البلاد وملكها المتربع على عرش القلوب.

أحد البوسترات الإعلانية لفيلم (أسد الصحراء) الذي يحكي قصة جهاد عمر المختار ضد الاحتلال الإيطالي لبلاده ليبيا
أحد البوسترات الإعلانية لفيلم (أسد الصحراء) الذي يحكي قصة جهاد عمر المختار ضد الاحتلال الإيطالي لبلاده ليبيا

سيرة المختار وشجاعته النادرة في الدفاع عن وطنه هي من منحته هذه المكانة الفريدة داخل البلاد وخارجها، ولد عمر المختار عام 1862 في قرية جنزور قرب مدينة طبرق غير بعيد من الحدود المصرية وتربى يتيماً حيث توفي والده مختار بن عمر وهو في طريقه إلى الحج بمكة، بصحبة زوجته عائشة، بعد فترة قصيرة من ولادته.

مع بداية الاحتلال الإيطالي لليبيا عام 1911 لعب عمر المختار دورا بارزا في قيادة المقاومة الليبية في شرق البلاد منذ بدايتها وعندما بدأت البارجات الحربية في قصف مدن الساحل الليبي في درنة وطرابلس ثم طبرق وبنغازي والخمس، كان المختار مقيماً في جالو بالجنوب الشرقي وسارع إلى مراكز تجمع المقاتلين حيث أسهم في تأسيس دور بنينة (قطاع مقاوم) قرب بنغازي وتنظيم المقاومة.

عمر المختار على متن السفينة التي نقلته فورا الى بن غازي بعد اسره
عمر المختار على متن السفينة التي نقلته فورا الى بن غازي بعد اسره

وشهدت تلك الفترة التي أعقبت انسحاب الأتراك من ليبيا سنة 1912 أعظم المعارك في تاريخ المقاومة الليبية التي كانت الغلبة فيها بشكل مستمر للمقاتلين المحليين على رغم فارق العدة والعتاد والسبب في رأي كثير من المؤرخين يرجع لحسن القيادة التي كان على رأسها عمر المختار.

من أبرز معارك المقاومة في تلك الفترة معركة "يوم الجمعة" قرب درنة في الـ16 من مايو 1913، حيث قتل فيها للإيطاليين 10 ضباط و60 جنديا و400 فرد بين جريح ومفقود إلى جانب انسحاب الإيطاليين بلا نظام تاركين أسلحتهم ومؤنهم وذخائرهم.

على رغم كل التضييق الذي مارسته إيطاليا على عمر المختار ومن معه من المقاتلين لكن حركة المقاومة واصلت الصمود وهزمت القوات الإيطالية في أكثر من معركة أخرى وغنمت المزيد من السلاح مما دفع الحكومة في روما لاتخاذ إجراءات جديدة أكثر وحشية ضد المناهضين لها في ليبيا.

عمر المختار بعد أسره
عمر المختار بعد أسره

تظاهر الحاكم الجديد لليبيا برغبته في السلام لإيجاد الوقت اللازم لتنفيذ خططه وتغيير أسلوب القتال لدى جنوده وطلب مفاوضة عمر المختار تلك المفاوضات التي بدأت في الـ20 من أبريل  1929. يتبع ..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى