​رحل صالح ولم ترحل مآثره

>
ووري جثمان الليث الغظنفر اللواء صالح السيد الثرى في مراسيم توديع رسمية مهيبة اول امس الجمعة بعد الصلاة عليه في مسجد الفردوس بعدن ، كانت وجوه الحاضرين واجمة حزينة على رحيل هذه الهامة والقامة السامقة التي برحيلها خسر الوطن شخصية فذة فريدة من طراز نادر قلما تجد مثلها في حب العمل والوطن وفي الولاء والاخلاص والتضحية والاقدام والشجاعة، رحل صالح ولم ترحل ماثره، رحل صالح ولم ترحل بطولاته، رحل صالح عن الدنيا ، لكنه باقي وسيبقى خالد في قلوب وفكر وذاكرة الجنوبيين جيل بعد جيل، كيف لا وهو صالح السيد الذي يقترن اسمه بمعاني ومفردات الرجولة والشجاعة والاخلاص والتجرد من الانانية والمصالح الشخصية، رحل صالح وترك سجل تشريفات مشرف لا يوجد فيه سفريات ولا رحلات نقاهة وسياحة، لا يوجد في سجله املاك وعقارات واموال جمعها وكونها باستخدام الوظيفة ، رحل صالح وليس في سجله الشريف المشرف إلا البطولات المشرفة التي اجترحها في ميدان المعارك مع اعداء الحياة واعداء الجنوب من المخربين والارهابيين والبلاطجة والمتربصين بامن وسلامة وحياة السكان في لحج وفي عدن وابين وكل ربوع الأرض الأرض الجنوبية، رحل صالح في منتصف شهر رمضان المبارك وهو على نية الصيام ، بعد ان تناول وجبة سحور بسيطة يتناولها فقراء وعامة الناس وفي المكان الذي أحبه وجعله بيته ودائما ما يكون متواجد به في المعسر وبين عجلات العربات العسكرية التي ادمن الاعتناء بها وصيانتها.

ان ما يميز شخصية اللواء صالح السيد أنها جمعت بين كارزما القيادة ،فهو قائد بالفطرة ويظهر عليه مهابة القيادة وقوة الشخصية ،وبين البساطة ،فهو يعيش حياة البسطاء متواضعا وعلى السليقة لا يبدي تكلفا في سلوكه ونمط حياته، ففي الوقت الذي عرف الناس القيادات يعيشون في بروج عاجية ويقضون أوقاتهم في مجالس القات الفارهة في القصور التي يمتلكونها ويحيط بهم الحرس والحشم والخدم والمطبلين والنفعيين، كان اللواء صالح السيد يقضي جل وقته في معسكره بين أفراده وتحت الآليات العسكرية يصونها ويصلح مافيها من إعطاب ويعيد تأهيلها لتصبح صالحة للخدمة والاستخدام ، وحين يأتي وقت تناول الوجبة الغذائية يتناولها بين الجند أو بين عجلات العربات التي يقوم في صيانتها.

فرق بين من يمارس عمله كواجب يسقطه عن نفسه ومن يمارسه بعشق وهوس ، واللواء صالح السيد كان يعشق عمله،  متعلق به مندمج به اندماج كامل،. اندماج روحي نفسي بدني، كان عمله بالنسبة له سعادة ورضى وانتماء ووجود، فلا يجد نفسه ولا يشعر بالسعادة إلا حين يكون منهمك في عمله كقايد وجندي يخوض المعارك، أو مهندس يقوم بصيانة العربات والمعدات العسكرية.

رحم الله الفقيد اللواء صالح السيد، رحيله سيترك فراغا كبيرا في المؤسسة العسكرية الجنوبية ،وسيترك فراغا في القيادة العسكرية ،لقد خسر الجنوب عمودا من اعمدته الأساسية ، نعم ،فصالح السيد مثل مرتكز أساسي من مرتكزات المؤسسة العسكرية الجنوبية والدولة الجنوبية بشكل عام، حيث أسهم بفعالية في بناء الوحدات العسكرية التي كان يديرها وفي تثبيت الأمن والاستقرار، وضرب أوكار الإرهاب وتتبع خلاياهم والقضاء على مصادر التهديد التي كان يشكلها الإرهاب في محافظة لحج ومحيطها ، كما أنه ضرب بقوة عصابات البلطجة والتقطع والنهب والسلب التي كانت تمارس القتل والنهب والسلب والاختطاف في مناطق شمال مدينة عدن المتاخمة لمحافظة لحج ، واستطاع أن يعيد الأمن والهدوء والاستقرار إلى هذه المناطق التي كانت تشهد فوضى وبلطجة وقلاقل يعرفها سكان هذه المناطق وكل من عاني منها أو اكتوى بنارها.

رحمك الله صالح وأسكنك الفردوس الأعلى من الجنة من النبيين والصديقين والشهداء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى