​إلياس عليه السلام

> من هو إلياس عليه السلام؟

إلياس هو نبي من أنبياء بني إسرائيل، يطلق عليه العرب أسماءً عدّة منها: الياسين أو ياسين وآل ياسين، وقيل إنَّ إلياس -عليه السلام- من ولد هارون أخي موسى عليهم السلام. ويعرف في كتب الإسرائيليين باسم (إيليا). وكان على شكل موسى -عليه السلام-، وكان قوي مثلما كان موسى -عليه السلام- أيضًا، وقيل إنّه كان محبوبًا لدى بني إسرائيل،ورد بأنَّ نبي الله -إلياس -عليه السلام- قد رفعه الله -تعالى-، وقد جاء من بعده النبي إليسع -عليه السلام-.

وقد روى الطبري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: إلياس هو إدريس.

وذُكر ضمن القرآن الكريم عن جملة من الأنبياء، وذلك قوله سبحانه: ((وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين)) (الأنعام:85).

* بعثة النبي إلياس إلى بني إسرائيل
ماذا كان يعبد بنو إسرائيل عند بعثة إلياس عليه السلام؟ أرسل الله -تعالى- نبيه إلياس -عليه السلام- إلى بني إسرائيل ليدعوهم إلى عبادة الله وحده، وليُذكّرهم عهد الله الذي نسوه، فقد تركوا ما أنزل في التوراة واتخذوا من الصنم "بعل" معبودًا لهم، وقد كانت بعثة النبي إلياس -عليه السلام- بعد مهلك حزقيل.

* رفض قوم إلياس عليه السلام دعوته
على ماذا أصرّ قوم إلياس عليه السلام؟ واجه النبي إلياس -عليه السلام- تعنتًا من بني إسرائيل، فلم يستجيبوا له ولدعوته ولم يقبلوا براهينه وحججه عليهم، بل أنكروا عليه رسالته وتمادوا في معصية الله وفي ضلالهم، وأصرّوا على عبادة الأصنام من دون الله سبحانه وتعالى.

* دعوة إلياس على قومه بحبس المطر
لماذا دعا النبي إلياس -عليه السلام- على بني إسرائيل؟ أصرّ بنو إسرائيل على معصية الله وعلى عبادة الأصنام، ولما رأى إلياس -عليه السلام- عدم استجابتهم ضاق بهم ذرعًا وطلب من الله أن يُميته ويُلحقه بآبائه، إلا أنّ الله أوحى إليه أنّ صلاح الأرض يكون به وبمن يتبعه، فطلب من الله أن يُمسك السماء على بني إسرائيل سبع سنوات، فكان له ما أراد ولكن لمدة ثلاث سنوات فقط، وهذا من رحمة الله بعباده حتى وإن كانوا عصاة.

*ماذا حل بقوم إلياس -عليه السلام- بعد حبس المطر؟
استجاب الله لدعوة إلياس -عليه السلام- ومنع عنهم المطر ثلاث سنوات، فحل البلاء على بني إسرائيل وهلك الزرع وماتت الماشية، أما نبي الله إلياس -عليه السلام- فكانت الطير تنقل له الطعام والشراب، فلما اشتد الأمر على بني إسرائيل لجؤوا إلى نبيهم إلياس -عليه السلام- وطلبوا منه أن يدعوا الله أن يُزيل ما بهم من مصيبة وبلاء.

* كيف رُفع البلاء عن قوم إلياس عليه السلام؟
قال إلياس -عليه السلام- لبني إسرائيل إنّ ما نزل بكم من بلاء وما حلّ بكم من جوع وعطش وما كان من هلاك زروعكم وماشيتكم إنّما هو بذنوبكم وخطاياكم، فإن كنتم تريدون أن يرفع الله عنكم البلاء فتوبوا إلى الله وتضرعوا إليه، فقبلوا ذلك، فدعا إلياس -عليه السلام- ربَّه وطلب لهم المغفرة والفرج فاستجاب له ربه وأغاث بني إسرائيل بالمطر وأحيا بلادهم.

* استمرار تكذيب قوم إلياس لدعوة نبيهم
هل حافظ قوم إلياس -عليه السلام- على عهدهم؟ وبعد هذه الأدلة والبراهين التي وضعها نبيهم إلياس -عليه السلام- بين أيديهم وكشفِ الله -سبحانه وتعالى- الضرّ عنهم عاد بنو إسرائيل إلى ما كانوا عليه من عبادة الأصنام وإشراكهم بربهم، ونقضوا عهدهم وأصرّوا على كفرهم.

* دعاء إلياس ربّه كي يقبضه! كيف قُبض إلياس عليه السلام؟
فلمّا رأى إلياس -عليه السلام- عصيان بني إسرائيل واستكبارهم دعا الله أن يريحه من بني إسرائيل، فأمره الله أن يذهب في يوم معين إلى مكان معين فيرسل الله له شيئًا يركبه، فذهب إلياس واليسع -عليهما السلام- إلى ذلك المكان فأرسل الله -تعالى- له فرسًا قيل إنّ لونها كلون النّار، فصعد عليها إلياس وصعدت به الفرس وقذف كساءه في الجو ليكون بذلك علامة على استخلاف اليسع -عليه السلام- على بني إسرائيل، وانتهى بذلك عهد النبي إلياس عليه السلام.

* المعجزات التي أجراها إلياس عليه السلام
أجرى الله -تعالى- على يد إلياس -عليه السلام- عددًا من المعجزات ومنها ما يأتي:

- إحياء عدد من الموتى. إطفاء النار بأمر منه.
- أمره -عليه السلام- للنار بأن لا تحرق امرأة الملك التي رماها الملك في النار بسبب إيمانها.
- حبس المطر عن قومه بعد أن هددهم بذلك في حال أصرّوا على عنادهم وكفرهم.
- إنزال الغيث، بعد أن آمن بعض قومه بدعواه ووحدوا الله -تعالى-.

* في قصة النبي إلياس -عليه السلام- العديد من العبر والمواعظ، ومنها:
- تحذير من معصية الله ومن الشرك به، ووعيد لمن يصر على المعصية بالعذاب الشديد.
- تذكير الناس بوحدانية الله سبحانه وتعالى.
- يستفاد من القصة أنّ على المسلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر على ما يجده في ذلك.
- كاشف الضر هو الله وحده، وهو الملجأ الوحيد لعباده.
لقد ذكر الله اليسع في القرآن الكريم، فقال -تعالى-: ((وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ))، وقال -تعالى-: ((وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ)).
بعدما رفع الله -سبحانه وتعالى- إلياس -عليه السلام-، خلف من بعده نبي الله اليسع -عليه السلام-، فهو نبي من أنبياء بني اسرائيل، فكان إلياس قد دعا له، فنبّأه الله أنّه سيكون نبياً بعده، وسار نبي الله اليسع -عليه السلام- على شريعة إلياس -عليه السلام- ومنهاجه، حتى قبض الله -سبحانه تعالى- روحه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى