أقارب الأسرى المفرج عنهم: عيدنا عيدان في اليمن

> صنعاء "الأيام" العرب:

> ​غصّ مطارا صنعاء وعدن الجمعة بأقرباء أسرى يفرج طرفا النزاع في اليمن عنهم ضمن عملية تبادل كبرى، في يوم كانوا ينتظرونه بفارغ الصبر واعتبروا أنه سيجعل عيد الفطر الذي يحلّ الأسبوع المقبل “عيدين”.

وبدأت الجمعة عملية تبادل المئات من السجناء بين القوات الحكومة المدعومة من السعودية والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، وتشمل أسرى سعوديين، على أن تستمر ثلاثة أيام، في خطوة تعطي زخمًا للجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء النزاع المستمرّ منذ 2014.

وعلى مدرج مطار العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمرّدين منذ عام 2014، تجمّع المئات من الأشخاص مقتربين من الطائرة التابعة للخطوط الجوّيّة اليمنية والتي تشغّلها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وعيونهم شاخصة إلى باب الطائرة آملين في رؤية أقرباء لهم في الأسر قادمين من عدن، في أيّ لحظة.

وقال يحيى أبوالكرّى إن ابنه عبدالفتاح أسير منذ خمس سنوات. وقال “شعوري هو الشعور نفسه لدى الجماهير التي حضرت إلى هذا المكان. لنا عيدان، العيد القادم في نهاية رمضان واليوم العيد الكبير، يوم الإفراج عن أبنائنا”.

وشوهد الكثير من المفرج عنهم يهرعون لدى مشاهدة أقرباء لهم لمعانقتهم وتقبيلهم.

وعند مدخل المطار، جلس المئات من الأشخاص زغالبيتهم على الأرصفة وفي ظل الأشجار، في انتظار خروج أقربائهم.

وقال عبدالله الحجوري “نحن هنا لنستقبل أسرانا. ابني أسير منذ 2018. منذ خمس سنوات وأنا مشتاق له، وقلبي متعطش لرؤيته”.

واتفق الحوثيون والحكومة اليمنية خلال مفاوضات عقدت في بيرن الشهر الماضي على تبادل أكثر من 880 أسيراً. وبموجب الاتفاق، يُفرج الحوثيون عن 181 أسيرًا، بينهم سعوديون وسودانيون، مقابل 706 من المعتقلين لدى القوات الحكومية.

وسيطرت أجواء الفرح نفسها على مطار عدن، مقرّ الحكومة المؤقت الذي انتقلت إليه بعد وصول الحوثيين إلى صنعاء. وتوقّفت حافلات بيضاء كبرى في المطار ونزل منها أسرى حوثيون يرتدون اللباس اليمني التقليدي ويحملون أغراضًا قليلة وضعوها في أكياس أو حقائب ظهر صغيرة، ثمّ وقفوا في طوابير استعدادًا للصعود على متن طائرة تنقلهم إلى صنعاء.

وهتف أحد الأشخاص الذين حضروا لمشاهدة عملية نقل الأسرى، أن عيد الفطر هذا العام “عيدان”، ملوّحًا بيده لأحد المُفرج عنهم الذي ابتسم وردّ بالقول “إن شاء الله”.

وانتشر عناصر من القوات الحكومية لتنظيم العملية. ووقف عدد منهم مرتدين عمامات على رؤوسهم، عند باب كل حافلة أثناء نزول الركاب منها، وساعدوا أسرى مسنّين في النزول، أحدهم كان على كرسي متحرك.

وسيطر الذكور على المشهد وكان جميع المفرج عنهم يرتدون الزيّ اليمني التقليدي فيما بدا شعر بعضهم ولحاهم طويلة.

وقال ناصر الضالع، وهو قريب أحد المفرج عنهم، “شعورنا في هذه اللحظات لا يوصف وفرحة عارمة عمّت أرجاء المجتمع اليمني”.

وقال المفرج عنه سليم صالح الجمزي الذي كان معتقلًا لنحو أربعة أعوام لدى الحوثيين، “إن شاء الله ينفك أسر من لا يزال من أصدقائنا في الاعتقال وينفك أسر جميع المعتقلين”.

وقدم كثرٌ بينهم مئات العسكريين ووزير الدفاع في الحكومة اليمنية محسن الداعري، لاستقبال الأسرى وبينهم وزير الدفاع الأسبق اللواء الركن محمود الصبيحي واللواء الركن ناصر منصور هادي، شقيق الرئيس السابق عبدربه منصور هادي.

ونزل الصبيحي وهادي من الطائرة التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر وسط انتشار أمني كثيف وتصفيق حار من الحاضرين الذين حمل العديد منهم صورهما.

في صنعاء، ركع عدد من المفرج عنهم على المدرج وأدوا الصلاة، في حين لم يتردّد آخرون في التعبير عن دعمهم المستمرّ للمتمرّدين.

وقال محمد أحمد الذي أمضى خمس سنوات ونصف السنة في الأسر، “لقد خرجنا من الظلمة إلى النور”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى