الجيش السوداني يكثف القصف الجوي داخل المدن

> "الأيام" العرب:

> ​لاحظ خبراء عسكريون أن الجيش السوداني يعمد إلى تكثيف القصف الجوي في معاركه ضد قوات الدعم السريع المتمركزة في بعض المدن، ما يؤدي إلى وقوع خسائر جسيمة في الأرواح وسط صرخات مدوية من قبل الطواقم الطبية التي تحذّر من خروج عشرات المستشفيات عن نطاق الخدمة وصعوبة نقل القتلى وعلاج المصابين.

ويؤدي دخول سلاح الجو السوداني الحرب بكثافة إلى إثارة المخاوف من تضخم أعداد الضحايا، على الرغم من قلة عدد الطائرات المقاتلة الفاعلة التي يملكها الجيش، لأن الطائرات لن تستطيع التمييز بين العناصر التابعة لقوات الدعم السريع والمدنيين، وهي الوضعية التي توقع الجيش السوداني في أزمة داخلية وخارجية.

وتكاد المعارك في الأيام الستة الماضية تكون منحصرة داخل الخرطوم وبعض المدن القريبة منها، ولا توجد اشتباكات ساخنة في الأقاليم البعيدة عن العاصمة حاليا، ما يعني أن حروب المدن ستكون هي الفيصل.

وتتفوق قوات الدعم السريع في عمليات الكر والفر لسابق خبرتها في حرب دارفور وقدرتها على قول كلمتها هناك من خلال آليات تعتمد على الالتحامات المباشرة، وهو ما يفتقده الجيش الذي يواجه لأول مرة اختبارا حقيقيا لحرب المدن في الخرطوم.


واعتاد الجيش السوداني على خوض معارك متباينة بعيدا عن العاصمة، وكان سلاح الجو يسعفه أحيانا في الاقتتال في ما يسمى بأقاليم الهامش، ويظهر تفوقه النسبي فيها.

وقد يحول وقوع خسائر في قاعدتي الخرطوم ومروي دون التوظيف الجيد لسلاح الجو، ويفضي إلى ظهور عشوائية كبيرة في توجيه الضربات لعناصر الدعم السريع، ويؤكد أيضا أن الكفاءة القتالية لسلاح الجو في الأيام المقبلة ستتراجع كثيرا.

وأثارت عملية هروب جماعي لمئات الجنود السودانيين إلى دولة تشاد الأربعاء، ونزع سلاحهم من قبل حكومتها، إلى قلق واسع في صفوف الجيش، حيث أدى انتشار الخبر إلى انخفاض في الروح المعنوية داخل هذه الصفوف وتأكيد أن الجيش يواجه صعوبة بالغة في الموقف الميداني العام، وأن معارك الكر والفر ستلعب دورا في الحسم.

وكان الجيش السوداني قبل بداية المعارك يمتلك نحو 200 طائرة حربية متنوعة، ولدى سلاح الجو 45 مقاتلة، و38 طائرة هجومية، و22 طائرة شحن عسكري، و12 طائرة تدريب، و73 مروحية عسكرية، منها 43 مروحية هجومية.

وإذا كان الجيش يملك هذا العدد من الطائرات والمقاتلات غير المعروف مدى جاهزيتها وكفاءتها ودقتها التصويبية، فقوات الدعم السريع تملك الآلاف من عربات الدفع الرباعي والصواريخ المحمولة عليها، والتي جرى اختبارها في التصدي لسلاح الجو وأوقعت خسائر فيه، حيث تمت الإشارة إلى سقوط عدد من الطائرات.

ويفسر امتلاك كل طرف لعدد من عناصر القوة العسكرية إصراره على استمرار المعارك وعدم الاستجابة لنداءات وقف إطلاق النار، وأن من أطلق الرصاصة الأولى ليس مطلوبا منه أن يمسك بزمام المبادرة ويوقف الرصاصة الأخيرة، فما يجري في السودان يوحي بأن الحسم قد يستغرق وقتا.

كما أن ما يتردد حول وجود أريحية في القصف الجوي داخل المدن يمكن أن ينقلب على عبدالفتاح البرهان قائد الجيش السوداني في ظل زيادة وتيرة التحركات الإقليمية والدولية، والتي أحد الأسباب الرئيسية لاتساعها أخيرا ارتفاع أعداد الضحايا عقب تعرضهم لضربات قوية عديدة.

وذكر أطباء شهود أن سلاح الجو الذي يستهدف قواعد ومواقع قوات الدعم السريع المنتشرة في المناطق المأهولة بالخرطوم، لا يتردد في إلقاء قنابل على مستشفيات أحيانا.


وكشفت نقابة أطباء السودان المستقلة “توقف سبعين في المئة من 74 مستشفى في الخرطوم والمناطق المتضررة من القتال عن الخدمة”، لأنها قصفت أو لنقص الإمدادات الطبية والكوادر أو بسبب سيطرة مقاتلين عليها وطردهم المسعفين والجرحى.

واضطرت معظم المنظمات الإنسانية إلى تعليق مساعداتها وهي أساسية في بلد يعاني فيه أكثر من واحد من كل ثلاثة أشخاص من الجوع في الأوقات العادية.

ومنذ السبت في الخرطوم استنفدت عائلات كثيرة مؤنها الأخيرة وتتساءل متى ستتمكن شاحنات الإمداد من دخول المدينة؟

وقتل ثلاثة من موظفي برنامج الأغذية العالمي في دارفور في بداية القتال. ولم تعد الأمم المتحدة تحصي عمليات “النهب والهجمات” على مخزونها وموظفيها، وتدين “العنف الجنسي ضد العاملين في المجال الإنساني”.

وصار لزاما على سكان الخرطوم اختيار أحد الشرين؛ فإما البقاء في مدينة اختفت منها الكهرباء والمياه الجارية ويمكن في أي لحظة أن تخترق رصاصة طائشة جدارًا أو نافذة، أو الرحيل وسط إطلاق النار وتوقع أن يتم الاستيلاء على منازلهم ويُنهب كل ما لم يتمكنوا من حمله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى