تلاشي البيع بالتقسيط يضيّق خيارات اليمنيين في العيد

> "الأيام"محمد راجح:

> ​فاقمت الحرب معيشة اليمنيين ودفعت غالبية السكان إلى أتون فقر مدقع وبطالة، ما جعل معظمهم غير قادر على شراء مستلزمات العيد وإسعاد أسرهم. كذلك تلاشى خيار التقسيط في الأسواق، الذي كان يلجأ إليه اليمنيون في مثل هذه الأوقات.

في السياق، يشرح المواطن عبد القدوس النجار، من سكان صنعاء، لـ"العربي الجديد"، كيف كانت خيارات الشراء متعددة أمامهم خلال رمضان وعيد الفطر، سواء كموظفين حكوميين، أو في القطاع الخاص، ومنها الشراء بالتقسيط.

ومن جانبه، يؤكد المواطن عبد الله حيدر، لـ"العربي الجديد"، أن البيع بالتقسيط كان متوافراً ومتاحاً لدى مختلف القطاعات التجارية، وحتى في محال بيع الملابس والأثاث والغذاء وغيرها من السلع الضرورية والكمالية، ولكن لم يعد ذلك موجوداً.

يرصد "العربي الجديد"، في هذا الخصوص وضعية الأسواق المحلية في اليمن خلال الفترة التي تتزامن مع عيد الفطر، إذ لوحظ تفاوت الحركة التجارية من مدينة لأخرى، تحديداً في المدن الرئيسية كصنعاء التي بدأت الحركة التجارية فيها بشكل متأخر عن المعتاد في مثل هذه المواسم.

المحلل الاقتصادي أحمد البعداني، يوضح لـ"العربي الجديد" أن الحركة التجارية مزدهرة في الأسواق اليمنية التي تتداول كتلة مالية ضخمة في مثل هذه المواسم والمناسبات، بخلاف ما يروج له كثير من التجار الذين يتحججون بتكاليف الاستيراد والجبايات التي تدفعهم إلى عدم إتاحة أي خيارات أمام المواطنين والمستهلكين ذات الدخول الضعيفة لشراء مستلزمات العيد والاحتياجات الغذائية من المواد الأساسية.

وتشهد مدينة عدن جنوبيّ اليمن ازدهاراً نسبياً في الحركة التجارية منذ مطلع شهر رمضان وسط تذمر المواطنين والمستهلكين من الغلاء وارتفاع أسعار الملابس ومستلزمات العيد خصوصاً، بينما تكتظ شوارع مدينة تعز المحاصرة من قبل الحوثيين بالمتسوقين، لكنها حركة غير مجدية، وفق تجار وباعة تحدثوا لـ"العربي الجديد"، نتيجة بحث المواطنين عن تسهيلات وخيارات متعددة لشراء ما يحتاجونه من مستلزمات.

يصف المواطن عدنان عبده، من سكان عدن، لـ"العربي الجديد"، التخفيضات التي يعلنها كثير من المحال التجارية في مثل هذه المواسم والمناسبات، بأنها عبارة عن وهم وأسلوب تسويق لا يفيد المواطن.

ويؤكد تجار أن الأوضاع الراهنة الناتجة من الحرب في اليمن أجبرتهم على تغيير سياستهم بما يراعي الظروف المعيشية الصعبة لليمنيين، واتباع أساليب متعددة تتيح عديد الخيارات أمام المستهلكين.

لكن ليس من بينها البيع بالتقسيط الذي كان يرافق مثل هذه المواسم والمناسبات، في ظل ما شهده من تلاشٍ تدريجي طوال الفترة الماضية، حسب تجار.

يقول التاجر يعقوب الغياث، لـ"العربي الجديد"، إن الموسم التجاري سبقه ركود هو الأكبر طوال السنوات الماضية، واضطرار كثير من تجار الملبوسات إلى الاستدانة والاقتراض لتوفير ما تحتاجه محلاتهم التجارية من سلع وبضائع.

من جانبه، يؤكد مالك محال تجاري لبيع الملبوسات لـ"العربي الجديد"، ماجد درهم، أن هناك خيارات عديدة توضَع أمام المواطنين، منها وضع هامش ربح محدود، وعروض التخفيضات، وتوفير عدة أنواع وأصناف للسلعة الواحدة بأسعار مختلفة تناسب جميع شرائح المجتمع.

ويحظى عديد السلع، وأهمها الملابس والمكسرات، كالزبيب والفستق واللوز والحلويات، برواج كبير في الأسواق المحلية مع ارتفاع الطلب عليها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى