​اسئلة مطروحه تثير مخاوف مشروعه

> وصل الصراع على السلطة في صنعاء بين اقطاب الحكم الى مداه الاخير، ولكن تدخل الاقليم وكذا الامم المتحدة ممثل بمجلس الامن وضع اليه لعملية نقل السلطة وفتح حوار لبحث القضايا الوطنية وكالعادة كان خيار الانقلاب على مخرجات الحوار هو الذي انتهت اليه الاطراف المتصارعة ودخلت البلاد في اتون حرب طاحنه تدخلت فيها ايران كطرف رئيسي منذ اللحظات الاولى مما اضطر الاقليم للتدخل بطلب من الشرعية بهدف اعادتها الى صنعاء.

انسحبت الشرعية من المسرح القتالي واستقرت في الرياض تلملم شتاتها بينما المقاتلين الجنوبيين خاضوا معارك تحرير طاحنه في الميدان بدعم من التحالف العربي  حتى كسروا شوكة الانقلابيين ومن ورائهم ايران وهنا دخل المعادلة العسكرية والسياسية عنصر جديد لم يكن بحسبان احد لكن الشرعية بدل ان تضع  تلك الانجازات الجنوبية في الميزان ايجابا للجنوب  ذهبت الى ممارسة اقصى انواع العقوبات والحصار  على الجنوب بينما تركت ساحة الشمال للحوثي بل وتقدم له الدعم الغير مباشر  من خلال ترك الجبهات والانسحابات الغير مبررة وترك المعسكرات مع المعدات العسكرية والذخائر واصبح الحوثي يتمون بطريقه غير مباشره من قبل الشرعية.

الحوثي يطل علينا من غبار التاريخ السحيق ويردد مقولات لا ناقة لنا بها ولا بعير في صراع على السلطة بين علي بن ابي طالب ومعاوية  بن ابي سفيان ويلمح البعض بان التفاوض معه بهذا الشكل  وكأنه انتصر في معركته في اليمن لتثبيت علي وخلع معاوية وكأن حرب الثمان سنوات التي نتجت فيها الضحايا والدمار الكبير قد انتهى بهذه الصورة الكاريكاتورية التي لن يزيد المنطقة الا مزيد من الاشتعال لان مشروع الحوثي هو الاستمرار في القتال حتى تتحقق ما يحاول تسريبه من خطط واهداف لا تتفق مع الواقع في هذا العصر الحديث.

نعم الشرعية شكلت مازق للتحالف ولكل شعب اليمن بتخاذلها عن توجيه بوصلتها نحو عودتها الى صنعاء وغرقت في فساد لم يشهد له التاريخ مثيل وانتجت امراء حرب استنزفوا التحالف العربي وذهبوا لاستثمارها في بلدان العالم وكانت هذه النتيجة المأساوية التي نشهدها اليوم.

السؤال الذي في بال الناس كيف يمكن تسوية الوضع في اليمن والحوثي يعطى له الفرصة ببناء وبشكل حثيث دولته السلالية والذي لا تقبل معها شريك والتجربة القاسية التي تعرض لها عفاش الذي كان له اليد الطولى في احضارهم من صعده وتسليمهم مفاتيح السلطة في صنعاء ووضع تحت تصرفهم الجيش اليمني والامن المركزي والقوات الخاصة وقوات مكافحة الارهاب وكل اجهزة السلطة المدنية والعسكرية ولم يسمح له حتى بأبداء اي راي وكان مصيره القتل تحت مبرر بانه تمرد عليهم  كيف سيتم جمع  الاطراف المتصارعة  والمتناقضة الرؤى والاهداف في اطار سياسي واحد ؟

وهل سأل المفاوض الاقليمي والدولي كيف سيسوق هذه التوليفة السياسية الذي يسعى لإنجازها مع الاخرين الشرعية والانتقالي؟

السؤال عن اي افق ستتم التسوية بعد الاعتراف بشرعية الحوثي كأمر واقع وانتفاء عودة الشرعية الى صنعاء؟ وهذا يقودنا الى طرح السؤال ماذا تبقى للشرعية عندما انتفى هدف عودتها الى صنعاء واستحالة انهاء الانقلاب؟ وطالما ومعيار الامر الواقع والسيطرة على الارض من قبل الحوثي دفع المفاوض الاقليمي والدولي للاعتراف فيه لماذا هذا المعيار نفسه لا ينطبق على الجنوب ويتم التفاوض مع ممثله المجلس الانتقالي؟

للتذكير فقط خاض الجنوب مع اسلاف الحوثي معارك طاحنه منذ قرون سابقه ولم يقبل الافكار السلالية والطائفية التي تتناقض مع جوهر الدين الاسلامي الحنيف وتم طرده من كافة اراضي الجنوب والسؤال لماذا يتجاهل المفاوض الاقليمي والدولي تضحيات الجنوبيين في صراعهم مع نظام صنعاء منذ عام 94 م مرورا بمرحلة الحراك السلمي حتى المقاومة الجنوبية بعد غزو الجنوب للمرة الثانية في عام 2015م ؟ والسؤال الاخير ما هي الضمانات لعدم تدخل إيران بعد تثبيت الحوثي كأمر واقع معترف فيه في تحقيق اهدافها الجيوسياسية في الوصول الى باب المندب وبحر العرب والبحر الاحمر؟

الاسئلة المطروحة تحمل تخوفات مشروعه لمستقبل المنطقة لا يعني اننا ضد وقف الحرب والجنوح نحو السلام، ولكننا نريد سلام عادل مقابل. تضحيات قدمها الجنوب ولا زال حتى اليوم …. والجنوب بعد فشل الشرعية هو القوة التي تمنع تمدد الحوثي (إيران) في خاصرة الجزيرة العربية المطل على البحار والمحيطات ومن هنا نرى اهمية طرحها امام من بيده مفاتيح الحرب والسلام في المنطقة حتى لا تتكرر الاخطاء في التعامل مع شعوبها وندخل في حروب لها اول وليس لها اخر

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى